«ترزي وعتال على تروسيكل و معاه دكتوراه».. لماذا استُبعد «إبراهيم الشاهد» من عمله مُساعدًا لرئيس مدينة الفيوم؟|فيديو
كانت الصُدفة بطل قصة الدكتور إبراهيم، قادته للنجاح في كل خطوة كان يخطوها للأمام في حياته، والتي بدأت من صُدفة محو الأمية إلى الدكتوراه في فلسفة الإعلام، ثم تدرج مناصب قيادية، بعد مُتابعة مكتب رئيس الجمهورية قصة كفاحه مُنذ فترة، حتى شغل مناصب أبرزها رئيس وحدة محلية، نائبًا لرئيس مدينة سنورس، ومُساعدًا لرئيس مدينة الفيوم، إلى أنِّ تم استبعاده من منصبه الأخير.. وعاد لمهنة الحياكة وأصبح عتالًا على تروسيكل الأمر الذي خلق بينه وبين أولاده فجوة كبيرة موجهين له رسالة موجعة: أنت فضحتنا، من هو الدكتور إبراهيم، وما القصة؟.
إنِّه إبراهيم سيد عبد الرحمن عويس الشاهد، وشهرته الدكتور إبراهيم الشاهد، ابن قرية معصرة الصاوي التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، هوأب لـ 6 من الأبناء، تحدى الأمية وأصبح صاحب دكتوراه بمرتبة شرف مع الطبع في الجامعات، قادته الصُدفة للنجاح دائمًا فحتى سن الـ 20 عامًا من عُمره لم يلتحق بالتعليم، وعمل في عدة مِهن، منها ميكانيكي، وترزي، واختار من أكثر من 4 مِهن الحياكة، حتى استقر بها، وتعلم من عمه حتى احترفها جيدًا، وكانت الحياكة طوق نجاته عن طريق الحديث صُدفةً مع الزبائن، وتحرره من الأمية والتحاقه بالجامعة وحصوله على الدكتوراه إلى أنِّ تقلد المناصب القيادية.
القاهرة 24.. التقى الدكتور إبراهيم الشاهد عبر بثًا مباشرًا على الهواء.
قال الدكتور إبراهيم سيد عبد الرحمن عويس الشاهد، في حديثه لـ القاهرة 24: بعد استبعادي من عملي كمساعدًا لرئيس مدينة الفيوم، أصبح دخلي الشهري ضعيف ومهنة الخياطة أصبحت غيرمتكافئة مع ظروفي، وأنا أعوّل أسرة مكونة من 8 أفراد منهم 6أبناء وأنا وزوجتي، فقررت أشتري تروسيكل بالتقسيط حتى يُزيد من دخلي لاستكمال تعليم أولادي، ودفع فواتير مستلزمات الحياة بعد استبعادي من عملي.
أضاف الشاهد، أصبح لدي وقتًا من الفراغ بعد الظهر فأضطريت اتجه للعمل عتالًا على تروسيكل لزيادة الدخل بعد العودة من عملي موظفًا بمجلس مدينة الفيوم، وذلك في الفترة المسائية، أحيانًا نجلي يعمل عليه صباحًا وقت وظيفتي وأنا أكمل العمل مساءًا، لنكمل معًا متطلبات الحياة لا أكثر، لأني لدي مسؤولية كثيرة من حيث استكمال تعليم الأبناء واحتياجات أخرى، فهو مُجرّد رزق نعيش منه، لإن مهنة الخياطة أصبحت لا تحقق دخلًا كثيرًا.
وتابع، العمل على التروسيكل، بعد العودة من الوظيفة في الفترة المسائية في حالة طلب شخص نقل بضائع لمكان ما، حد طلب نقلة أو توصيله لمشوارحد هيشيل حاجة اهم حاجة رزق حلال يساعد لان الوظيفة مش مساعدة احتياجاتي لأن متطلبات الحياة غير مناسبة مع راتب الوظيفة وخاصة بعد استبعادي.
وعن قصة كفاحه، استرجع الشاهد مُنذ عِدة سنوات: مريت بظروف أسرية صعبة، حرمتني من الالتحاق بالمدارس الإلزامية في السن الطبيعي، لظروف أسرية أبرزها انفصال والدي عن والدتي، وكان والدي لا يمتلك القُدرات المادية التي تؤهلني بالالتحاق بالمدارس في هذا السن، وهذا التوقيت، لذلك عملت بأكثر من مهنة وأنا طفل صغير، منها: ميكانيكي نجار موبايليا، بائع، قبل التحاقي بالتعليم من الأساس، وقبل توجهي لمهنة الخياطة، حتى استقريت لها، وكان لدي عم يعمل في نفس المجال في مصر الجديدة، وتعلمت منه كثيرًا، حتى امتهنتها جيدًا، وشاءت الأقدار وفتحت محل خياطة في قرية معصرة الصاوي بلدتي، وكانت المهنة في البداية في عز رونقها.
واستكمل الشاهد: عن طريق الصُدفة، مرِّ أحد الزبائن على محل الحياكة، في يوم خميس، لأصمم له بنطلون وقال لي: همشي على المدرسة آخر النهار، فسألته مُندهشًا هو في مدرسة آخر النهار، دي الناس رجعت من شغلها، فأخبرني أنه يعمل في فترة مسائية بأحد فصول محو الأمية، فدار حديث بيننا، ومن هُنا التحقت بأحد فصول محو الأمية، وكنت وقتها أجيد القراءة والكتابة، ولكن كانت الكتابة بالنسبة لي صعبة، كنت أشعر أن يدي ثقيلة عند ممارستها، لكن القراءة أجيدها جيدًا، لأني حفظت وختمت القرآن الكريم وكنت أجيد قراءته بشكل ممتازعند الصِغر، وأنا طفل صغير في الكُتاب، ومن هُنا ذهبت إلى أحد فصول محو الأمية، وكان وقتها يُعادل محو الأمية الصف الثالث الابتدائي التحقت بمحو الأمية، وأول مرة مسكت فيها القلم كان سني 23 سنة، وفي هذا السن التحقت بفصول محو الأمية بعد قضاء فترة الجيش، ثم استكملت مراحل التعليم قبل الجامعي بنظام المنازل، وحصدت مراكز أولى في الشهادة الإعدادية على مركز طامية، وكُنت على نية الحصول على الثانوية العامة لأني تزوجت في سن الـ 20 قبل الالتحاق بمحو الأمية، وأصبح لي أبناء، فكان وقتها صعب الدراسة بالثانوية العامة، وأيضًا بسبب عدم توفر القدرة للدروس الخصوصية في مواد الثانوية العامة الثقيلة، فحولت مساري والتحقت بالثانوية التجارية وتخرجت منها بتفوق ورتبت فيها على مستوى الجمهورية.
وتابع، استكملت مسيرتي في الحياكة، ورفضت حينها وظيفة التعيين في الإصلاح الزراعي كان راتبها ضعيف جدًا لا تناسب ظروفي، وحينها كان دخل الحياكة أفضل، وشاءت الأقدار، وعن طريق أيضًا الصُدفة، جاء لي أحد الزبائن في بداية فتح نظام التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، وأحد الزبائن طلب مني أنهي له سريعًا تشطيبات البنطلون لذهابه بعد 24 ساعة في يوم الجمعة للكلية، فأندهشت قائلًا بكره الجمعة جامعة إيه، ومن هُنا قررت أكمل تعليمي بنظام التعليم المفتوح بكلية الإعلام، واجتزت القدرات والاختبارات، فقررت بعدها أكمل حتى الدراسات العُليا بقسم الإعلام بجامعة الزقازيق نظرًا للمجموع التراكمي، وحصلت على دبلومة لتحسين التقديرالتراكمي الخاص بالبكالوريوس مقبول، وحصلت عليها بتقدير ممتاز، ثم تمهيدي ماجستير، ثم حولت لجامعة عين شمس لاقتراب المسافة وحصلت على الماجستيربتقدير جيد جدًا، ثم اتجهت للدكتوراه بجامعة عين شمس، بتقدير ممتازمع مرتبة الشرف وطبع الرسالة على نفقة الجامعة، نظرًا لأهمية موضوع الرسالة والذي تحدث عن دور العشوائيات والحرمان نتيجة نقص الخدمات والمرافق كان لدي نظرة بعيدة لأن الدولة حاليًا تتجه لدراسة العشوائيات كان موضوع بحثي يتحدث حاليًا عن قضية الدولة تتبناها في الوقت الحالي لرفع كفاءة العشوائيات.
وتابع، طوال عمري كنت أعشق قراءة الجرائد، وكان عند توفر لدي أي مصروفات كنت أفضل شراء الجرائد عن شراء الطعام، أو ركوب السيارات: كنت أمشي على رجلي عشان اشتري جريدة.
ومازال يُحدثني الشاهد عن تحدياته، قائلًا:بعد حصولي على درجة الماجستير، كان قد صدر قرارًا من الدولة بتعيين حملة الماجسيتر والدكتوراه في 2012، والتحقت بأول وظيفة في 2014، وتم تعييني في المحليات بمجلس مدينة الفيوم، بإدارة العلاقات العامة، ثم وجدوا في المهنية فصدر قرار بتعييني رئيسًا للوحدة المحلية بزاوية الكرادسة التابعة لمركز ومدينة الفيوم، وعملت فترة قُرابة السنة، واجتهدت كثيرًا، ثم اعتذرت عنها بسبب ظروف الدكتوراه والدراسة والأبحاث، ولبعض المشاكل في العمل، وعُدت موظف بمجلس مدينة الفيوم بإدارة تشغيل وتعليم الفتيات لتعليم الحياكة لمدة 4 سنوات، ولكنها إدارة مُعدمة وغير نشطة، «كنت مركون»، وبعد حصولي على الدكتوراه، وعن طريق الصُدفة شاءت الأقدار، وأطلع مكتب رئيس الجمهورية على أحد الجرائد القومية التي ذكرتني في حديثها، حتى صدر قرارًا وتم تحديد موعد لي مع مدير مكتب رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري، لإعجاب الرئيس بقصة كفاحي، وتوجهت وقابلت اللواء محسن، مدير مكتب الرئيس، وسألني طلباتك إيه، أبلغني الرئيس مبسوط منك، وتواصل مع اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية ووصلت للوزيرأكرمني وأعطى لي هدية وقال لي أنت موظف مثالي، وأثنى عليّ كثيرًا، ثم تواصل مع الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، واستقبلني محافظ الفيوم، وأصدر قرارًا بتعييني نائبًا لرئيس مدينة سنورس، لمدة 3 شهور ثم التقييم، اجتهدت كثيرًا بسنورس وتصديت لعدة مشكلات أبرزها القمامة والتعديات على الأراضي الزراعية، وتصديت للفساد، وعملت حركة تغيير في رؤساء الوحدات، باتباري نائبًا للقرى بسنورس، ولم يُجدد لي الانتداب بعد الانتهاء من الـ 3 شهور، وعدت لعملي الأساسي بمجلس مدينة الفيوم، ثم أًصدر لي قرارًا بتعييني مساعدًا لرئيس مجلس مدينة الفيوم لشئوون البيئة والتشجير.
وتابع: بدأت أبحث عن مشكلات اختصاصي وأبرز المشكلات التي تُعاني منها الفيوم انتشار القمامة، كتبت تقرير مكون من 4 صفحات، يحوي 7نقاط، عن المشكلة وحلولها بمدينة الفيوم، أهم النقاط لرئيس مدينة الفيوم، لعرضه على رؤساء الأحياء لمناقشة المشكلة بشكل جماعي، والإدلاء بالرأي في التقرير، وبعد تقديم التقرير، تحدث معي سكرتير مجلس المدينة، قال لي رئيس مجلس المدينة طلب أن تقدم اعتذارًا عن المنصب الأخير، ولم أعلم سبب ذلك فرفضت الاعتذار: «أنا مطلبتش الوظيفة ومطلعتش قرار، ورئيس المدينة أصدر قرار بالتعيين يلغيه»، وبالفعل لم أقدم اعتذارًا عن المنصب، وبالفعل تم إلغاء قرار منصبي واستبعادي كمساعد رئيس المدينة بالفيوم بعدما قدمت تقرير النظافة مباشرة لمواجهة مشكلة القمامة بالفيوم، وعدت إلى موظف بإدارة العلاقات العامة بمجلس مدينة الفيوم وليس منصب قيادي، وأعود لعملي مابين العمل على التروسيكل لزيادة الدخل والحياكة التي في طريقها للإنقراض بالفعل مهنة تحتضر وتموت «الناس بتشتري جاهز متوفر في وقت وأرخص»، اضطرني ذلك لشراء تروسيكل بالتقسيط بـ 36 ألف جنيه، قسط شهري 1200 جنيه، لاستكمال المعيشة فمرتبي الأساسي 2800جنيه، بدفع 1500كهرباء وغاز ومياه وفاتورة وتليفونات، لكن منصبي كمساعد رئيس المدينة كان يزود راتبي نحو 1200جنيه، وعندما اتمنعت، والحياكة لا تأتي ثمارها، اضطريت للعمل تروسيكل ولكن عملي على التروسيكل بعد استبعادي من وظيفتي، خلق بيني وبين أبنائي فجوة من المشاكل في المنزل، ولأن آخر اثنين من بناتي في مجال الطب، الدكتورة مريم حديثة التخرج هذا العام من كلية طب الأسنان جامعة الفيوم، بتقدير جيد جدًا، وآخر بنت الدكتورة منى تدرس الفرقة الرابعة بكلية الطب العام الجديد، وقالتا لي أنت فضحتنا "عتال على تروسكيل وأنت معاك دكتوراه".
وما زال يُحدثني عن أولاده، وعن بناتي الكبار متزوجين، منهن مدرسة لغة انجليزية وأخرى مدرسة دراسات اجتماعية، وولد أوسط سيناقش الماجستير قريبًا في اللغة الفرنسية بجامعة الأزهر، وأخرأبنائي محمد، طالب بالصف الثاني الثانوي العام، غير راضي على عملي على التروسيكل، قال لفظ صعب مستحيل أنِّ أنساه بعد عملي على التروسكيل: يابابا أنت فضحتنا إزاي دكتوروإزاي رئيس الجمهورية كرمك، والمحافظ كرمك، وعملت مساعد رئيس مدينة ودلوقتي شغال عتال على تروسيكل، كان ردي عليه، هعمل ايه يابني البيت عاوز فلوس وانت عاوز درس هجيب لك منين وقولتله التروسيكل مش عيب أنا لا أسرق، وعملي حلال قال لي هتخليني أسيب البيت وأمشي.
وفي نهاية حديثه، قال الشاهد، ليس لي مطالب نهائيًا والذي تراه القيادة والمحافظ أنا قراراته تاج على راسي وأنا راضي بقدري ولم أرفض قرارما، وما زالت معروف بين أبناء قريتي بالدكتور ابراهيم الشاهد ومازالوا يعتزوا بي وبما حققته من تحديات.
وفي ختامه، قال، الأمر أنِّ عملي على التروسيكل، سبب أذى وعامل نفسي سيئ بيني وبين أبنائي، ولكن لم أجد عمل آخر يُساعد مع الوظيفة لاستكمال متطلبات الحياة، ولم أطلب بالعودة لمنصبي ولكن كل ما هو للصالح العام أنا موافق عليه.
واستكمل، مُندهشًا: الغريب أني تقدمت بتقرير للنظافة ولم يُعلق عليه أحد، وتم استبعادي فورًا بعد تقدمي لأكثر من اقتراح لمواجهة القمامة، وأرسلت لمحافظ الفيوم، صورة من التقريرالذي استبعدت بعد تقدمي به لرئيس المدينة على الواتس آب، ولم أعلم الخطأ الذي ارتكبته في ذلك، ولكن لا أعترض ولكن كنت أود أنِّ أفهم وأعلم سبب استبعادي، وما تراه القيادة السياسية أنا راضي به تمًاما يكفيني فخرًا أنِّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان لديه علم بقصتي وأشاد بنجاحي وتحدياتي كمواطن مكافح،:كان نفسي أعمل حاجة أخدم بلدي من خلال ما تعلمته من دراسة الدكتوراه وأطبقه على أرض الواقع.
