أول تعليق من المستشار محمد عبد السلام بعد استقالته من مجلس الدولة
أكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن لقاءات الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، تعزز الأمل فى بناء الإخاء الإنساني وثقافة التعايش واحترام التنوع بين البشر.
وقال عبد السلام لعدد من الصحفيين الإيطاليين على هامش مشاركته فى قمة قادة الأديان للتعليم والتغير المناخي والسلام أن كل مرة يجتمع فيها قادة الأديان من ممثلي كل المعتقدات والمناطق تزداد القناعة بوجود مساحة كبرى جدًا من المشتركات الإنسانية بين هذه الأديان ما يمثل مصدر قوة كبرى يمكن البناء عليها لمواجهة التطرف وخطابات الكراهية والتمييز والعنصرية والتصدي للنزاعات الدولية لتحقيق السلام والتعايش فى المجتمعات وبين الأمم.
وأضاف عبد السلام إنه يفخر بشدة أن الأقدار وضعته فى موضع قريب من الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذى كان له أبًا واستاذا ومعلمًا على مدار اكثر من عشر سنوات، مكنته أيضًا من الاقتراب من البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ولمس خلال هذا الوقت الكثير من أوجه التشابه الإنسانية بين الرمزين الكبيرين والاهتمامات المشتركة والرغبة لدى كليهما فى خدمة الإنسانية وكل الضعفاء فى العالم أيا كانت معتقداتهم.
وأشار إلى أنه حاول رسم صورة هذه العلاقة فى كتابه "الإمام والبابا والطريق الصعب" الذى يوثق فيه لمراحل العمل للوصول إلى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي عدها عبد السلام أهم وثيقة فى هذا القرن.
وردًا على سؤال عن انعكاس مسيرته القضائية على ما طرحه فى كتابه، قال عبد السلام إنه بالفعل اجتهد فى التحلي بأدوات القاضي وروحه ولغته فى تقديم صورة حقيقية عن الوقائع التي كان شاهدًا عليها بين الإمام والبابا، معتبرًا أنه يعتز جدًا بمسيرته القضائية التي امتدت لنحو 15 عامًا وانتهت قبل أيام وتحديدًا فى يوم السادس من أكتوبر الماضي، الذى قدم فيه استقالته من مجلس الدولة بعد فترة انتماء عزيزة عليه وتمثل مصدر فخر حقيقي فى مسيرته.
وقال عبد السلام إنه منذ انتدابه من مجلس الدولة إلى الأزهر الشريف للعمل إلى جوار الإمام الطيب، ثم إعارته بقرار من رئيس الوزراء المصري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يجتهد في عمله، وفى تمثيل المؤسسة القضائية رفيعة المستوى التي انتدبته لهذه المهام، لكن تزايد تلك المهمات الدولية والانخراط فى مشروعات إنسانية عالمية تحتاج المزيد من الجهد والتفرغ الكامل لعمله الجديد.
وفى سياق آخر أشار عبد السلام إلى أن تشرف أعضاء لجنة جائزة زايد للأخوة الإنسانية بمقابلة الإمام والبابا فى روما تمثل قوة دفع كبيرة لأعمال الجائزة التي تسعى أن تساهم بدور كبير وفعال فى تعزيز قيمة السلام والتشجيع على خدمة الإنسانية، مشيرًا إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تضع فى اهتماماتها التحديات الكبرى التي يواجها العالم وتكاد تعصف بالفقراء والضعفاء واللاجئين وفى مقدمتها أزمة كورونا ومساعي توفير اللقاحات للجميع بعدالة.