الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد النبوي
ردت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها نصه: "ما حكم شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف؟، حيث ظهرت بعض الأقوال التي تدعي أنها أصنام، وأن ذلك بدعة وحرام ولا يجوز للمسلم أن يأكل منها، ولا أن يشارك في شرائها ولا في إهدائها ولا في الأكل منها".
وأجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على السؤال عبر الصفحة الرسمية للدار، حيث قال إن إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمر مستحب مندوب إليه؛ لتعلقه بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء، مؤكدًا أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.
وأضاف المفتي، أنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يتقرب بها إلى الله عز وجل، ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
واستشهد المفتي بحديث السيدة عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء، ويحِب العسل" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيع منهم سنة حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته.
وأشار إلى أنه نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكد المفتي، أن الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها، كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه، مؤكدًا أنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يقلها أحد من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يسبَق أصحابها إليها، ولا يجوز العمل بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام.
واختتم المفتي حديثه: "وبناء على ذلك: فشراء الحلوى، والتهادي بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزة شرعا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ومن باب أولى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم".