من أُميّ لدكتوراه في أصول النحو.. قصة «محمد الكيلاني»: حلمي أكون عضو هيئة تدريس | فيديو
من بين 8 أبناء، اختار الله منهم الأوسط، ليُصاب بشلل الأطفال بعد عامين من ولادته، ويُمنع من الالتحاق بالتعليم من قِبل أسرته، خوفًا عليه من التنمر حتى سن الـ 20، ولكن لم يعلم ماذا كان يُخبئ له القدر من نجاحات عدة، ويحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه بعد طيلة سنوات.
إنِّه محمد الكيلاني محمود، 49 عامًا، ابن محافظة الفيوم، الأخ الأوسط من بين 8 أشقاء، جميعهم حصلوا على شهادة «الدبلوم» على الرغم التحاقهم بالتعليم قبل الأوسط، بسنوات، بسبب ظروفه الصحية، ولكن عوضه الله بما لم يكن في الحُسبان.
مابين الـ 1993، و2018، كانت رحلة تحوّل في حياة الكيلاني، فحصل على محو الأمية ورسالتي الماجستير والدكتوراه، محُققًا نجاحات عدة.
يجلس الكيلاني، على كُرسي مُتحرك ملكًا، دائمًا الابتسامة تشع من وجهه البشوش، وكأنه يُملك الدُنيا بأكملها، راضيًا تمامًا بكل شئ يحدث في حياته، ويروي لي قصته، عبر بثًا مُباشرًا على القاهرة 24، يقول الكيلاني: شاركت إخوتي في التعليم دون أن أذهب معهم إلى المدرسة، تعلمت منهم كتابة أمل وعمر، ومنحنيهذلك القدرة على القراءة والكتابة دون أن ألتحق بالمدارس، لقطت منهم كيفية كتابة أمل وعمر والفتحة والضمة.
وأضاف، قبل الالتحاق بمحو الأمية كتبت شعر وقصص وكنت عضوًا في المنتدى الثقافي لاستاد الفيوم، كنت مُحبًا للقراءة، كنت أجلس بجوار أشقائي، تعلمت اقرأ وأكتب منهم حتى الـ 12 عامًا، وبدأت اقرأ وأكتب مع نفسي كنت بقعد في البيت كتير ممكن أقعد شهرين فكنت بكتشف مواهب أثناء جلوسي في المنزل.
وعن شهادة محو الأمية قال الكيلاني، لولا وجود هيئة محو الأمية وتعليم الكبار كان زماني بقرأ وأكتب عادي وأراسل صحفًا، أو مقالات، لكن دون شهادة، فطريقي لمحو الأمية نظم لي تفكيري وأكملت تعليمي، والتحقت بالجامعة.
وعن كتابته للشعر قبل الالتحاق بالتعليم، كنت بعمل محاكاة مابين الذي أسمعه، سواء كانت أغنية أو غيرذلك، فكنت أكتب شعر بكلمات مختلفة من خلال المحاكاة، فضلًا عن مواظبتي على شراء جريدة الأهرام في عطلة الأسبوع، قبل الالتحاق بالتعليم.
وتابع، كنت أحب الرياضة وأتابعها وحتى الآن، تثقفت جدًا لحبي الشديد من الأخبار، كنت اقرأ المجلات، كنت بشتري كتب ومجلات من شخص فاتح بيبيع كتب ومجلات قديمة على ناصية شارعنا كنت باخد بالكرتونة واستبدلها بعد القراءة وندفع مبادلة.
واستكمل الكيلاني حديثه الشيق لي: كتبت الشعر بالعاطفة، عن حُبي للوطن، وقصص الأنبياء، وكنت غزير الكتابة، كنت دائمًا ترافقني أجندة وقلم، حتى وقت سيري بالشوارع، وعندما يخطر على بالي أي فكرة أقف بالكرسي، وأخرج الأجندة والقلم وأدونها، وكل ذلك قبل الالتحاق بمحو الأمية.
ولفت الكيلاني، كان أود أن أسير على نهج عباس العقاد، لكن وضع زمان اختلف تمامًا عن العصر الحالي: إذا استمريت بنفس التفكير، كان زماني عامل خدمات معاونة لكن فكرت وتحديت نفسي حتى حصلت ع الدكتوراه وهدفي وحلمي أكون عضو هيئة تدريس بالجامعة.
ولفت إلى، أنه ولد إنسان طبيعي جدًا، وعندما أقترب من العامين من عُمره، أصيب بشلل الأطفال حتى أثر على حركته، ولم يستطع التحرك والمشي ومن هُنا كانت بداية الكيلاني على الكرسي المُتحرك: أسرتي وجدت صعوبة في التحاقي بالتعليم حينها خوفًا عليّ من التنمر، أو عدم تناسبي معهم لذا اتجهت لتعليم صنعة وكانت أول صنعة امتهنتها كي الملابس، مكوجي وهي صنعة والدي، لكن لم أتأقلم معها لأنها تحتاج لحركة ووقوف، فاتجهت لعدة مِهن أخرى منها باترينه لبيع اللب ترزي بعت لبس ووزعت عسل على الكرسي المُتحرك وبيع بعض المنتجات على البقالة.
وما زال يُحدثني الكيلاني عن قصته المُلهمة، التي كنت أود أنَّ أسمعها مرات ومرات من شدة جمالها، ورضاه التام بحياته: قبل الـ 20عامًا عملت بسينما الفيوم عامل قطع تذاكر، وأيضًا عملت قرابة العامين على بوابة استاد الفيوم الرياضي اخترت بعض المِهن التي تُناسب إعاقتي وظروفي الصحية، ثم حصلت على شهادة السجاد والكليم كتأهيل مهني للغير حاصلين عى شهادة محو الأمية للالتحاق بالعمل في الدولة وحصلت عليها وعملت موظفًا عام 1993 بمديرية الطب البيطري دون شهادة ومن هُنا بدأت أنِّ أحصل على شهادة محو الأمية لتحسين وضعي الوظيفي حتى تدرجت بمراحل التعليم إلى أنِّ وصلت للدكتوراه في أصول النحو، بموضوع: «مسائل سيبويه النحوية في كتب تفسير الأندلسيين توثيق ودراسة».
ويتمنى الدكتور محمد الكيلاني، أنَّ تتُيح له فرصة التعيين، وينضم لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، نظرًا لما حققه من نجاحات علمية وإنجازات من الأمية للدكتوراه في أصول النحو.