الشعر وآل البيت.. كيف رثى أبو الأسود الدؤلي الإمام علي بن أبي طالب؟
اتخذ الكثير من الشعراء الرسول الكريم (ص) وآل بيته الكرام، موضوعًا لقصائدهم، فراحوا يستفيضون في وصف فضائلهم وشمائلهم، ويفخرون بنسبهم الشريف، ويتفجعون على رحيل أحد منهم، ومن بين القصائد قصيدة لأبي الأسود الدؤلي يرثي فيها علي بن أبي طالب بعد استشهاده على يد الخوارج، ويلومهم على قتلهم خير الناس.
تقول القصيدة:
أَلاَ يَا عَيْنُ وَيْحَكِ أَسْعِدِينَا
أَلاَ تَبْكِي أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا
وَتَبْكِي أُمُّ كُلْثُومٍ عَلَيْهِ
بِعَبْرَتِهَا وَقَدْ رَأَتِ اليَقِينَا
أَلاَ قُلْ لِلْخَوَارِجِ حَيْثُ كَانُوا
فَلاَ قَرَّتْ عُيُونُ الحَاسِدِينَا
أَفِي الشَّهْرِ الصِّيَامِ فَجَعْتُمُونَا
بِخَيْرِ النَّاسِ طُرًَّا أَجْمَعِينَا
قَتَلْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا
وَذَلَّلَهَا وَمَنْ رَكِبَ السَّفِينَا
وَمَنْ لَبِسَ النِّعَالَ وَمَنْ حَذَاهَا
وَمَنْ قَرَأَ المَثَانِي وَالمُبِينَا
وَكُلُّ مَنَاقِبِ الخَيْرَاتِ فِيهِ
وَحِبُّ رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَا
لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ حَيْثُ كَانَتْ
بِأَ نَّكَ خَيْرُهُمْ حَسَبًا وَدِينَا
إذَا اسْتَقْبَلْتُ وَجْهَ أَبِى حُسَيْنٍ
رَأَيْتُ البَدْرَ فَوْقَ النَّاظِرِينَا
وَكُنَّا قَبْلَ مَقْتَلِهِ بِخَيْرٍ
نَرَى مَوْلَى رَسُولِ اللَهِ فِينَا
يُقِيمُ الحَقَّ لاَ يَرْتَابُ فِيهِ
وَيَعْدِلُ فِي العِدَى وَالاَقْرَبِينَا
وَلَيْسَ بِكَاتِمِ عِلْمًا لَدَيْهِ
وَلَمْ يُخْلَقْ مِنَ المُتَكَبِّرِينَا
كَأَنَّ النَّاسَ إذْ فَقَدُوا عَلِيًَّا
نَعَامٌ حَارَ فِي بَلَدٍ سِنِينَا
فَلاَ تَشْمَتْ مُعَاوِيَةُ بْنَ صَخْرٍ
فَإنَّ بَقِيَّةَ الخُلَفَاءِ فِينَا