ذكرى وفاة المأمون.. تعرف على ملامح الحياة العلمية في عهده
تحل اليوم ذكرى وفاة الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد، وهو الخليفة العباسي السابع المولود عام 170 هـ 786، وتوفي في 19 رجب عام 218 هـ، الموافق 10 أكتوبر سنة 833 في طرسوس.
شهدت فترة خلافة المأمون صحوة كبيرة في الحياة العلمية والفكرية تمثلت في اتساع حركة التأليف والترجمة، وإنشاء المكتبات، وفما يلي إطلالة موجزة على الحياة العلمية في عهد المأمون:
- أنشأ المأمون بيت الحكمة، وكان بمثابة جامعة تضم مكتبة لنسخ الكتب ودارًا لترجمتها للعربية، وكان به الكثير من العاملين يتدرجون في الوظائف بين مدير ومساعدين ومترجمين ومجلدين للكتب.
- اهتم المأمون بجمع تراث الحضارات القديمة وخاصة الحضارة اليونانية، وأرسل بعثات من العلماء إلى القسطنطينية وقبرص من أجل البحث عن نفائس الكتب اليونانية، ونقلها إلى بيت الحكمة في بغداد.
- اتسعت دائرة علم الكلام والبحث العقلي في المسائل الدينية كوسيلة لنشر العلم وإزالة الخلاف بين العلماء بتشجيع من المأمون، وأصبح للعلماء مكانة مقربة من المأمون.
- فيما يخص الجغرافيا، فقد تم اختراع الاسطرلاب في عهد المأمون، والسبب أن المأمون طلب من علماء بيت الحكمة تحديد المكان الدقيق لبغداد ومكة لمعرفة القبلة الشرعية الصحيحة، كما أراد الخليفة صورة دقيقة لطول وعرض العالم الذي يحكمه، وقد تتطلب ذلك تحديد نظام الإحداثيات الجغرافية، أي استخدام خطوط الطول ودوائر العرض، وتوصل العلماء إلى الشكل الكروي للأرض واكتشفوا أن القبلة الفعلية كانت في الحقيقة خطًا مائلًا بزاوية محددة من نقطة الصلاة.
- وفي عهد المأمون وضعت أعظم خريطة في العالم، حيث جمع المأمون فريقًا من عشرات العلماء لصنع خريطة للعالم صور فيها العالم بأفلاكه ونجومه وبره وبحره ومساكن الأمم والمدن.
- وفي الفلك أمر المأمون العلماء بتجهيز أفضل ما يمكن من آلات ومراقبة الأجرام السماوية طوال العام، واهتم بإنشاء المراصد الفلكية.
اكتشافات الخوارزمي
من أهم علماء الفلك في عهد المأمون العالم الشهير الخوارزمي الذي وضع ما يعرف بالزيج الهندي وهو عبارة عن جداول شهيرة للنجوم، وكان هذا الزيج الدقيق يمكن مستخدمه من تحديد منازل الشمس والقمر والكواكب المرئية، وتحديد الوقت من النهار أو الليل استنادًا إلى الأرصاد النجمية أو الشمسية، وكان ذلك مفيدا أيضا لضبط أوقات الصلوات الخمس في الإسلام، وتحري الهلال لتحديد بداية الشهر القمري.
