وزير الخارجية السوري يكشف كيف استخدم الغرب جماعة الإخوان لتدمير الدول العربية
قال فيصل المقداد وزير الخارجية السوري، إن المنطقة العربية أصيبت عام 2011 بهزة لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ، ضاعت خلالها الخرائط والرؤى وانقلبت المعايير، مؤكدًا أن بعض الدوائر الغربية كانت تراهن على تغيير الوضع العربي.
وأوضح المقداد خلال مقابلة صحفية مع صحيفة الوطن السورية المحلية، أن القوى الغربية التي تدعي أنها علمانية، تحالفت مع جماعة الإخوان المسلمين، ومع مجموعات إسلاموية متطرفة، وكانت تريد قلب الأوضاع، وبدأت الأحداث في ليبيا وفي مصر وفي تونس ودول عربية أخرى، ويبدو أنهم أيضًا كانوا يتواصلون مع قوى معينة على الساحة السورية، سواء عبر اتصالات مباشرة مع تنظيمات إسلاموية متطرفة، أم عبر ما يسمى بعض المنظمات التي كانوا يستغلون مشاعر أعضائها، ويحاولون ربطها بالمخططات الغربية غير مبالين بمصالح شعوب هذه المنطقة.
وتابع المقداد: كنا نعرف أن الهدف الأساسي المطلوب هو تغيير مواقف الدول العربية والقيادات العربية وخاصة سوريا، لأنها تقف حجر عثرة أمام تنفيذ مخططاتهم في المنطقة، وخاصة في إطار الصراع العربي – الإسرائيلي، فهذا ما حدث وكان أن اختاروا الحصان الخاسر وهم الإخوان المسلمون، وهو الحصان الذي ترفضه الجماهير العربية، لأنه حصان واهم وغير قادر على تحقيق الهدف الذي كانت تسعى الدول الغربية إلى تحقيقه.
وأكمل المقداد: اليوم وبعد 10 سنوات، قاومت فيها سوريا ودفعت على حساب شعبها الآلاف من الشهداء من أبناء الجيش العربي السوري ومن الأبرياء في التنظيمات السياسية القومية والتقدمية، التي أعلنت عدم قبولها بالتوجهات الدينية المتطرفة، لأن مجتمعاتنا هي مجتمعات متسامحة وكل الأديان السماوية نزلت في هذه الأرض المقدسة، فلذلك كان التركيز كثيرا على سوريا وكان التمويل المالي لا نهاية له للوصول إلى هذا الهدف، فدفعوا ما لا يمكن تخيله على الإطلاق.
وأضاف: أذكر في اجتماعات كثيرة لدى الأمم المتحدة كان الدبلوماسيون الغربيون يقولون لنا بشكل مكشوف، لقد غيرنا العالم فأين الاتحاد السوفييتي؟، وأين الكثير من الدول التي كانت قائمة؟، ولماذا لاتتغيرون؟، وكان هذا السؤال يطرح في الكثير من اجتماعات مع الدول العربية، وكنا نقول لهم إن التغيير مسؤولية شعوب الدول، وأي عملية لا يمكن فرضها على هذه الدول، وكانوا في أثناء ذلك كما أنا متأكد يعمقون تحالفاتهم مع قوى كانوا يعتقدون أنها قادرة على إحداث هذا التغيير، وخاصة تحت شعار الدين.