ما مصير المؤذنين في مصر بعد تفعيل مشروع الأذان الموحد؟
«يعني خلاص كدا هيمشوني! يعني أكل عيشي ضاع!».. مخاوف كثيرة تراود عمال المساجد والمؤذنين المعينين في وزارة الأوقاف المصرية، وتحديدًا في نطاق القاهرة الكبرى، بعد إعلان اللواء عمرو شكري، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية بوزارة الأوقاف، ضم 426 مسجدًا جديدًا لمشروع الأذان الموحد.
حسب التصريح السابق، والذي يعتبر حصادا للربع المالي الأول لوزاة الأوقاف هذا العام، يصل إجمالي المساجد التي شهدت تشغيل وتفعيل وحدات الأذان بها، فيما يخص مساجد القاهرة الكبرى فقط، إلى 3538 مسجدًا، وذلك بعد بدء وزارة الأوقاف تفعيل المشروع في 2019.
مشروع الأذان الموحد
أعاد الجهاز الحالي بوزارة الأوقاف المصرية العمل على مشروع الأذان الموحد مرة أخرى عام 2019، وذلك بعد أن توقف عمل المشروع بعد ثورة يناير 2011، نتيجة لسرقة أجهزة المشروع من المساجد، ضمن أحداث الفوضى التي عمت مصر حينها.
ويعتمد مشروع الأذان الموحد على بث تسجيل للآذان بصوت مؤذن واحد، في كافة مساجد المحافظة، عبر تقنية البث المشترك، باستخدام جهاز استقبال لاسكلي، شريطة أن يكون هذا المؤذن حسن الصوت، يتم اختياره بناءً على مسابقات تجريها وزارة الأوقاف المصرية.
واختارت وزارة الأوقاف المصرية توحيد الآذان في كل محافظة على حدة، بحيث تراعي فروق التوقيت بين كل محافظة والأخرى، حيث يختلف التوقيت المحلي من موقع لآخر داخل مصر.
وتعتبر محافظات القاهرة الكبرى هي أوائل المحافظات اللائي طبق فيهن مشروع الأذان الموحد منذ بدء العمل عليه مرة أخرى قبل قرابة 3 أعوام من الآن.
لماذا لجأت الأوقاف للأذان الموحد
أرجعت وزارة الأوقاف المصرية فكرة الأذان الموحد إلى شكاوى البعض من رداءة أصوات المؤذنين، الذين أحيانا ما يكونون غير مؤهلين للقيام بهذه الشعيرة بشكل يليق بها_ على حد وصف البعض_ حيث أملت وزارة الأوقاف بهذا القرار في القضاء على عشوائية الميكرفونات، وتوحيد الأذان بصوت عذب، يرتقي لآداء هذه الشعيرة، هذا حسبما صرحت به الأوقاف المصرية.
ولعل أبرز من نادت بعودة تفعيل الأذان الموحد حينها هي الفنانة شيرين رضا، والتي وصفت أداء بعض المؤذنين للصلاة بالجعير، مضيفة أن أصواتهم تزعج السياح والأجانب، فضلا عن الأطفال الصغار وكبار السن.
مصير العمال والمؤذنين المعينين بالأوقاف بعد تفعيل الأذان الموحد
طال الرعب أغلب العاملين بالمساجد من المؤذنين وخدام المساجد، وتحديدًا بعد إعلان الأوقاف عزمها على تعميم المشروع على كافة انحاء الجمهورية؛ خوفا من تسريحهم أو الاستغناء عن أعمالهم، بعد تفعيل مشروع الآذان الموحد، حيث لن يحتاج المسجد إلى مؤذن بعد ذلك.
في هذا السياق، تواصل القاهرة 24 مع المسؤولين في وزارة الأوقاف المصرية، والذين بعثوا برسالة مطمئنة لعمال المساجد، مضمونها أن الوزارة لا تنوي تسريح أي منهم، مع التأكيد على الإبقاء على أدوارهم داخل المساجد.
وعن الدور الذي يؤديه المؤذن بعد تفعيل مشروع الآذان الموحد، قال مسؤولون بوزارة الأوقاف إن دور عمال المساجد بعد تفعيل المشروع يقتصر على تهيئة وتشغيل الجهاز قبل وقت الأذان ب 5 دقائق، استعدادًا لاستقبال إشارة البث المشترك من المسجد المركزي الذي به المؤذن الحي، ثم إغلاق الجهاز مرة أخرى بعد انتهاء الآذان.
المسؤولون أكدو أيضا أنه قد يقوم عمال المساجد والمؤذنين بأداء الأذان وإقامة الصلاة في حال ضرب الجهاز أي عطل فني أو تقني، مضيفين أن هذا شيء وارد أحيانا، مشيرين إلى أن وجود المؤذن في المسجد حال الأذان أمر مهم، تحسبا لهذه الحالة.
ماذا يفعل المؤذن قبل بدء الأذان الموحد؟
تبنى فكرة الأذان الموحد في الأساس على إطلاق الأذان الحي، حيث يقوم بالأذان مؤذن واحد من مسجد مركزي، وينقل الأذان منه على الهواء مباشرة لجميع المساجد التابعة له، وذلك وفق أجهزة خاصة معدة لهذا الغرض.
ويقتصر دور المؤذن على فتح الهواء لتلقي إشارة البث، وفتح الميكروفون لرفع الشعيرة وإقامة الصلاة استعدادا للاستقبال الأذان من باقي المساجد بواسطة البث الفضائي المباشر، فيُوَحَّد الأذان بأن يعمم على المساجد عبر شبكة إلكترونية.
ويتم تلقي الإشارة بناء على ضوء إشارة ضوئية وصوتية تنبيهية بالمساجد.