بين التأييد والرفض.. انقسام في الرأي العام المصري حول الأذان الموحد
يشغل مشروع الأذان الموحد أحاديث الجميع في مصر في الساعات الأخيرة، بعد إعلان وزارة الأوقاف المصرية، انتهاءها من ضم 426 مسجدًا جديدًا للمشروع، فضلًا عن عزمها تعميم الأذان الموحد في جميع مساجد الجمهورية.
ولاقى التصريح السابق، والذي أدلى به اللواء عمرو شكري، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية بوزارة الأوقاف، تفاعلًا كبيرًا بين عامة الشعب المصري، فبين مؤيد ومعارض، تضاربت الآراء حول إعادة تنفيذ مشروع الأذان الموحد في مصر.
لم يلق مشروع الأذان الموحد استحسان الكثير من عامة الشعب المصري، والذين دفعتهم عاطفتهم الدينية إلى مهاجمة القرار الذي صرحت به وزارة الأوقاف المصرية أمس، بتعميم مشروع الأذان الموحد بجميع مساجد محافظات الجمهورية.
نشر الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عدة، هاجمت قرار الأوقاف بشأن الأذان الموحد، مستندين إلى ما يمكن أن يتسبب فيه ذلك من حرمان المؤذنين من ثواب الأذان، متناقلين فيما بينهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وكتب حساب يدعى السيد أبو عيسى معلقًا على قرار وزارة الأوقاف بتعميم الأذان الموحد على جميع المساجد المصرية: الله أكبر، إحنا كمان نجيب روبوت يصلي بالناس أحسن.
وأضافت أخرى تدعى نعمة الله: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. حتى أجر المؤذن وإنه يأتي يوم القيامة أطول الناس أعناقًا، مستخسرينه فيه!.. معقبة: هم شوية كدا وهيلغوا الأذان ويلغوا الصلاة كمان.
بدوره علق حساب ثالث لفتاة تدعى مهى أحمد على أحد هذه المنشورات، حيث جاء في تعليقها: ليه بقى دا الأذان دا أحلى حاجة بنسمعها، لنا الله.
وعلى نفس النهج، علق حساب لشاب يدعى محمد محليس، على القرار السابق ساخرًا: طب ما تعملوا الخطبة كمان من الراديو وإي رأيك تخلي الإمام بردوا من الراديو والا أقولكم خلوه من التليفزيون عشان نشوفه.
كما شهدت مجموعات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة فيسبوك، الكثير من التعليقات والمنشورات المشابهة لما سبق ذكره، حيث أثار مشروع الأذان الموحد سخط الكثيرين من الشعب المصري.
على الجانب الآخر، لاقى قرار الأوقاف بتوحيد الأذان داخل جميع مساجد الجمهورية استحسان البعض ممن آذاهم صوت المؤذنين غير الندي، حيث اعتادوا سماع الأذان من بعض المؤذنين الذين لم يمنن عليهم الله بنعمة الصوت الشجي، وهو ما كان يسبب لهم إزعاجًا على حد وصفهم.
في هذا السياق، كتبت فتاة تدعى نور الهدى، تعليقًا على قرارالأوقاف السابق، جاء فيها: الله أكبر إحنا تعبنا من الناس اللي أصواتهم رديئة وأصلًا مينفعش يأذنوا، معقبة: حرام والله لو الأوقاف تعين ناس أصواتها حلوة تمام.. بس كدا احنا بنتأذي من أصواتهم وهم فاكرين نفسهم بلال!
على نفس النهج، علق حساب يدعى مروان محمد، مؤيدًا قرار الأوقاف، قائلا: يا ريت يرحمونا من الأخ اللي بيأذن غلط وصوته صعب جدا جدا، مضيفا: دا حتى في طفل صغير عنده سنين يا دوب بيعرف يتكلم وبيروح يأذن، عبث بيحصل في المساجد والله.
وكتب ثالث يدعى أنور المصري: من وجهة نظري فكرة جيدة فى إحدى المرات المغرب بتوقيت شهر رمضان أحد المؤذنين أذن قبل المغرب بعشرة دقائق وناس كتير كانت تعتمد على أذانه غير أصوات لا تليق بهذا النداء العظيم تمام فلا مانع من توحيد الأذان حسب توقيت كل محافظة.
وتبنى فكرة مشروع الأذان الموحد على بث تسجيل للأذان بصوت مؤذن واحد، حيث ينطلق الأذان من أحد المساجد بالمحافظة، ويسمى المسجد المركزي، ثم ينقل عبر تقنية البث المشترك، باستخدام جهاز استقبال لاسكلي، إلى جميع المساجد الأخرى الواقعة في هذه المحافظة، شريطة أن يكون هذا المؤذن حسن الصوت، يتم اختياره بناءً على مسابقات تجريها وزارة الأوقاف المصرية.