ابن الوز عوام.. عبد الله طفل 8 سنوات يساعد أسرته: بدبح وبشفي وبكسر بالساطور | صور
يعمل المعلم سليمان الجزار في مهنة الجزارة منذ زمن طويل، وقد تزوج وأصبح لديه أطفال، ورزقه الله بمحل جزارة بشارع النصر في نطاق حي المناخ بمحافظة بورسعيد، ضمن مشروع تربية وتسمين الماشية.
المعلم سليمان رزقه الله بسيدة مصرية أصيلة قررت أن تضع يدها في يديه، وأن تعمل معه في مهنة الرجال وأن تتحول إلى جزارة، تقف على فرش أمام المحل لبيع حلويات الذبيحة: الكوارع، ولحمة الرأس، والفشة، والكرشة، والممبار، والقلب، والطوحال، والعكاوي، بعدما علمها زوجها التعامل مع السكينة، وكان بجانبها حتى احترفت المهنة.
عبد الله طفل 8 سنوات مرتبط بوالده المعلم سليمان ويعتبره مثلًا أعلى له، يرافقه في جميع الأوقات حتى النوم، وقد رأى والده فيه حب مهنة الجزارة وحرصه على تعلمها، فقرر في البداية أن يعلمه على سكينة من البلاستيك وهو ابن عامين، ثم أعد له سكينًا من الخشب، وبعد تأكده من احتراف العمل بها، بدأ في توفير سكاكين هادئة له، حتى بات يعمل بأخطر أنواع السكاكين في أمان، وكذلك يعمل بالساطور.
يقول المعلم سليمان، إن نجله يطمح في أن يستمر في عمله جزارًا مع الحصول على شهادة دراسية، مؤكدًا أنه متفوق في التعليم، قائلًا: «أهم حاجة التعليم.. ياخد شهادته ويطلع دكتور جزار أو مهندس جزار»، مؤكدًا أن أحد أهم أسباب تمسكه بتعليم نجله للجزارة أن ينشأ رجلًا وأن يستطيع الحفاظ على محل والده في المستقبل، وأن يستطيع كسب الرزق الحلال من عرق جبينه.
قال المعلم عبد الله صاحب الـ 8 سنوات، إنه يستطيع تشفية رأس العجل بالسكينة، ويستطيع كذلك تقطيع اللحم والفشة والكرشة بالساطور، وتكسير الكوارع بالساطور الثقيل، كما أنه استطاع خلال عيد الأضحي الماضي أن يتحمل مسئولية ذبح الخراف وتشفيتها، مشيرًا إلى أنه لا يخاف من السكين ولا الساطور، ولا يهاب شكل الدم.
ويستكمل عبد الله أن طموحه الجزارة كما أنه يحب المدرسة والتعليم والحصول على الدرجات النهائية، ويمارس أحيانًا هواية اللعب على الهاتف لأوقات بسيطة، إلا أنه يقضي يومه في التعلم ومساعدة الأم في أعمال المنزل، وكذلك مساعدة الأب والأم في محل الجزارة.
تعد أسرة المعلم سليمان نموذجًا للبيت المصري الأصيل، الذي يعمل كل أفراده من أجل العيش بالحلال، ويقدم فيه كل شخص ما يملك من أجل أن يظل مستقرًّا آمنًا مستورًا.
وينهي المعلم سليمان لقاءه بالقاهرة 24 قائلًا: لما سألوا ليه عواد باع أرضه قالوا علشان محدش علمه يحافظ عليها، وأنا بعلم عبد الله وأمه المهنة علشان لما أموت أبقى مطمن عليهم، وأنا نجحت الحمد لله وبقي عندي راجل واقف جمبي بالرغم من أنه لسه 8 سنوات.