80 فيلمًا و30 ورشة للأطفال في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي
قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مدير مؤسسة فن ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إن المهرجان رافد لطاقات الأجيال الجديدة، ومنصة لتعزيز ارتباطهم بالسينما التي عمّقت صلتنا بالحياة ورسّخت في داخلنا قيمة الأشياء على بساطتها.
أضافت الشيخة جواهر، خلال كلمتها في حفل افتتاح فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي عقد عن بعد: أعادت السينما تعريف العاديّ، وجعلت من اليومي والبديهيّ حالة استثنائية، وأدخلتنا معها إلى آفاق مليئة بالإبداع واللحظات التي لا تنسى، فكانت سبيلنا لتجاوز مختلف التحديات، وتخطي الحواجز التي حالت دون تواصلنا خلال ظروف الصعبة، لهذا نفتح دورة هذا العام من المهرجان أمام عشاق السينما من مختلف بلدان العالم في تجربة افتراضية استثنائية، تشكّل رحلة في الفن وفي جمال معالم إمارة الشارقة السياحيّة والطبيعية.
أوضحت القاسمي: على امتداد سنوات، استثمرنا في مؤسسة فن بطاقات الأطفال والشباب، وحرصنا على ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، الرامية إلى بناء جيل قادر على تلبية الطموحات، جيل متمسّك بهويته وثقافته، وتنفيذ توجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تدعو لبناء جيل طموح قادر على الإبداع، يتسنى له مشاركة قضاياه وتطلعاته الفنية مع أقرانه من مختلف أنحاء العالم.
شارك في الحديث خلال حفل الافتتاح عن بعد، كل من المخرجة الإمارتية نهلة الفهد، الفنانان السوريان عابد فهد، ويحيى محياني، بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومجموعة الأطفال واليافعين والشباب المعنين بصناعة السينما.
تُقام فعاليات المهرجان هذا العام عن بعد، تحت شعار فكر سينما حتى 15 أكتوبر الجاري، بتنظيم مؤسسة فن المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في الإمارات، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
من جهتها قالت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد: مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، هو فرصة ذهبية لم تكن مُتاحة من قبل للأجيال السابقة، فهو يُتيح لمُحبي التصوير والتمثيل والإخراج السينمائي التعبير عن رؤاهم واحترافهم صناعة السينما من خلال عروض الأفلام، وتنظيم الورش التدريبية والحلقات النقاشية ومن خلال اللقاء بالخبراء وأصحاب التجارب السينمائية.
ذاكرة الطفولة تؤرخ لمحطات الدهشة الأولى في وعينا بالحياة والفن
صرح الممثل السوري، عابد فهد: للفن سحره الذي لا يقاوم، ولفئة الشباب والأطفال مُقدرة استثنائية على استلهام جماليات السينما، وتلقيها من زاوية تلبي أحلامهم وتعكس ثقافة اللحظة الراهنة التي يعيشونها، ودائمًا ما تؤرخ ذاكرة الطفولة وسن الشباب لمحطات الدهشة الأولى في وعينا بالحياة والفن.. ابتداءً بغناء الأمهات ولحن النشيد في المدرسة مرورا بلوحات الطبيعة، وصولًا إلى المشاهد السينمائية التي لا تُفارقنا، ووصول مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب إلى دورته الثامنة يجعل له دورًا أكيدًا في بناء ذاكرة سينمائية للشباب والأطفال، وأن ما نزرعه اليوم في وجدان أبنائنا، سوف يُزهر في الغد وعيًا وثقافة نعلّق عليها الآمال.
الحافز الشخصي يقود إلى النجاح
في كلمته قال الكاتب والممثل السوري يحيى مهايني، مخاطبًا الأطفال والشباب، ومقدمًا خلاصة تجربته، إن الشعور بالرضا عن النفس من خلال العمل يجلب السعادة، ويحث الأطفال والشباب لكي يسألوا أنفسهم ما هو الشيء الذي سيشعرهم بالرضا، ليجعلوا منه هدفا يكتبونه ويذكّروا أنفسهم به كل يوم، لأن الحافز الشخصي يقود إلى النجاح.
شهد حفل الافتتاح العرض الأول في الشرق الأوسط من الفيلم الكوري بوري مُترجمًا إلى العربية والإنجليزية، وهو فيلم من إخراج جين يو كيم، تدور أحداثه حول فتاة صغيرة تدعى بوري تعيش مع والديها وشقيقها الصغير، وهي الفرد الوحيد التي يُمكنها التحدث والسمع في أسرة جميع أفرادها صم وبكم، حيث تظل بوري تصلي باستمرار لتصبح صماء أيضًا، ويُركز الفيلم على الاضطراب الذي تُعانيه الفتاة الصغيرة لتتلاءم مع عائلتها، ويضع المشاهد أمام أسئلة: هل يحبها أهلها أقل من أخيها، وهل سيحبونها أكثر لو كانت صماء؟
أكثر من 80 فيلما من 38 دولة
تقدم الدورة أكثر من 80 فيلمًا من 38 دولة عربية وأجنبية، منها 6 أفلام تعرض للمرة الأولى عالميًا، و35 فيلمًا يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، و4 في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى 4 أفلام تعرض لأول مرة في دولة الإمارات.
تتوزع العروض على فئات المهرجان السبع، وهي أفلام من صنع الأطفال والناشئة، أفلام خليجية قصيرة، أفلام دولية قصيرة، أفلام الرسوم المتحركة، أفلام وثائقية، أفلام روائية، وأفلام من صنع الطلبة، جاء اختيارها من بين 4284 فيلما تقدم للمشاركة في المهرجان خلال العامين 2020 والعام الجاري.
تضم قائمة الدول التي تعرض أفلامًا في هذه الدورة كلًا من: الإمارات، إيطاليا، كوريا، ألمانيا، روسيا، إيران، اليابان، تركيا، النرويج، هولندا، قطر، كازاخستان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، والأرجنتين ودولًا أخرى.
ورش وفعاليات ضمن الدورة الثامنة من المهرجان
تتضمن فعاليات المهرجان 34 ورشة تدريبية متخصصة في صناعة الأفلام والفنون الإعلامية، يقدمها في نسختين عربية وإنجليزية نخبة من أبرز المخرجين والمصورين العرب والأجانب الذين يستضيفهم المهرجان، حيث يتناولون فيها جملة من الموضوعات مثل، كتابة السيناريو، أسرار الرسوم المتحركة، أساسيات التصوير الفوتوغرافي، الإنتاج، الإخراج السينمائي، والتصوير وتقنياته.
وتشمل فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان خمس جلسات حوارية تتوزع على أيام المهرجان، وتعالج عدة قضايا سينمائية، حيث يدير الممثل والمخرج السينمائي نواف الجناحي جلسة بعنوان الأفلام المستقلة وتدير بتول التميمي من المحكمين الواعدين جلسة تطور الرسوم المتحركة في إنتاج الأفلام، وجلسة دور المرأة في الأفلام تديرها الإعلامية أسماء حسوني، ومستقبل صناعة الأفلام بإدارة الإعلامية بلقيس صابر، وجلسة دور المهرجانات في الترويج للأفلام وتديرها بتول التميمي.
يشارك في الجلسات المخرج خالد المحمود، والمخرج شريف البنداري، ومحمود قعبور صانع أفلام ومستشار إبداعي، ومديرة قسم الأفلام والتليفزيون المحلي في إيمجنيشن أبوظبي هنا الكاظم، والمؤلف والمخرج السينمائي فاضل المهيري، والمخرج محمد فكري، والرسام براين فيرقوسن، وصانعة الأفلام ريحانة الهاشمي، والمنتجة والمخرجة عفراء المرر، والمخرجة ومؤسسة شركة شي للأفلام She Film ورشا عامر، والمخرج والكاتب مصطفى عباس، ومدير البرمجة - مهرجان نيويورك الدولي لأفلام الأطفال ماريا كريستينا فيلاسينور، والسينمائي مسعود أمرالله آل علي، ومؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي عامر سالمين، ومدير مهرجان السعودية السينمائي أحمد الملا.