من دار الأيتام إلى وزيرة التضامن ليوم واحد.. من هي نجلاء بطلة المنصب الوزاري؟
«كنت طايرة من الفرح»، بتلك الكلمات بدأت نجلاء حديثها وهي تتذكر الساعات التي قضتها في منصب وزيرة التضامن الاجتماعي، وهي تتنقل بخفة بين الجموع، في احتفالية اليوم العالمي للفتاة، وتلاحقها أنظار الجموع وكاميرات الإعلام.. فمن هي نجلاء التي تقلدت منصب وزيرة التضامن الاجتماعي لمدة يوم واحد، ورافقت فيه الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي من مكتبها بديوان عام الوزارة ؟
نجلاء فتحي، واحدة من فتيات دور الرعاية، تسطر قصة نجاح جديدة من أسفل أسقف دور الأيتام، حيث اختارتها وزارة التضامن الاجتماعي، لتكون مسئولة عنها لمدة يوم واحد، ضمن مبادرة فتيات في أدوار قيادية، التي تهدف لدعم الفتيات ومساندتهن، وتقوم بدعمهن للقيام بأدوار قيادية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تنفذ للعام الثالث على التوالي، بالشراكة بين وزارة التضامن الاجتماعي وهيئة بلان إنترناشيونال إيجيبت وسفارة كندا بالقاهرة، ومن خلالها تقلدت 27 فتاة من سن 14 إلى 24 سنة مناصب عددًا من الوزراء وكبار المسئولين والسفراء لمدة يوم كامل.
تقول الفتاة التي تسير نحو خمسة وعشرين ربيعًا من عمرها، خلال حديثها مع القاهرة 24، إنها تعرضت للشارع وعملت في أكثر من مهنة، حتى تخرجت بتقدير جيد جدًا في كلية الإعلام، وتقوم الآن بتحضير ماجيستير بجامعة القاهرة، كما أنها انضمت إلى كورال أطفال مصر تحت قيادة المايسترو سليم سحاب، وواحدة من متطوعي ملتقى الشباب.
ببسمة لا تفارق ملامحها طوال الحديث، تتذكر بفرح الساعات التي قضتها في منصب وزيرة التضامن الاجتماعي، وستظل محفورة في ذاكرتها؛ حيث إنها كانت بعيدة عن خيالها وكونها تحققت ولو ليوم واحد فهو فخر كبير لها، حسب قولها، موضحة أن الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، استقبلتها في مكتبها بترحيب كبير وغمرتها بحسن الاستقبال، وأخذت في إيضاح الهيكل التنظيمي للوزارة والملفات التي تعمل عليها، مردفة: بدأت أعرف يوم الوزيرة في الوزارة ماشي ازاي، بداية من دخولها المكتب وشنطة البوسطة، التي تضم كل قرارات الوزارة من كافة الجهات، بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي والمديريات والوزارات الأخرى وجهات خارجية أخرى، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التي تعمل معها الوزارة وجدول عملها اليومي.. قضيت ساعات هفضل فاكراها طول عمري.
تقول الفتاة العشرينية، إنها لا تحلم بالكثير سوى وظيفة مستقلة تستطيع من خلالها تأمين حياتها، وإذا ابتسم لها القدر وأصبحت وزيرة للتضامن الاجتماعي في مصر، يومًا ما، ستولي قضية الرعاية اللاحقة أهمية خاصة؛ لضمان حياة أفضل خارج دور الأيتام لخريجي الدور، فهي تحلم بجهة أو مكتب خاص يقدم تلك الرعاية، من توفير شقق سكنية وضمان حياة مستقرة وآمنة لهم، لما يواجهونه من استغلال بعد تخرجهم من دور الرعاية.
«دور الأيتام تحاول إيجاد حياة أفضل لكل طفل موجود فيها ولكن الخريجين يخرجون بلا ضمان للحياة خارج أسوار الدور؛ لأن أي فتاة على دراية بأن لها ملجأ أو مرجع وهو الأسرة والبيت الحقيقي، ولكن قاطني دور الرعاية يظلوا تحت رعاية الدور أو الجمعيات حتى التخرج منها فقط.. يخرجون للمجهول، تقول نجلاء.