10 سنوات في مواجهة النار.. أم شريف أول حدادة عرائس بالدقهلية | فيديو وصور
لم تهب الشرر المتطاير في وجهها، ولا يديها اللاتي كساهما السواد، وارتدت ثوب الرجال وتحملت المشقة من أجل كسب لقمة عيش بالحلال، رافضة الاستسلام للواقع الصعب.
داخل ورشة صغيرة بأحد حواري مدينة المنصورة، حققت سعاد البربري أو أم شريف، صاحبة الخمسين عامًا، شهرة واسعة في مجال تصنيع شاسيهات عرائس المولد النبوي، وأصبحت أول سيدة بمحافظة الدقهلية تقتحم هذا المجال.
وعلى الرغم من أنها مهنة ذكورية، نظرًا لصعوبتها واعتمادها على معدات ثقيلة، إلا أن أم شريف تحدت الصعب، ودفعها شغفها إلى تعلم المهنة، بداية من اختيار الحديد المناسب، وتقطيعه، ولحامه، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل ابتكرت ملابس وفستاتين العرائس، واختيار الإكسسوارات الخاصة بهم.
منذ طفولتها وهي تهوى الأعمال اليدوية، مثل الحياكة، والتطريز، والكروشية، وظلت سنوات تعمل من المنزل، وأصبح لها زبائنها، حتى دفعها شغف التعلم إلى اقتحام هواية جديدة، وهي تصنيع فساتين عرائس المولد.
ضمت أم شريف الهواية الجديدة لعملها، وكانت تذهب لحدادين رجال لتصنيع الشاسيه الداخلي، وتبتكر هي تصميمات ملابس بأحجام وأشكال مختلفة، لكن شغفها ورغبتها في التميز دفعها لتعلم مهنة الحدادة، لتخرج العروسة كاملة ببصمة يدها.
عافرت السيدة حتى شربت المهنة، واعتمدت على يدها وقوتها، ووقفت أمام أسياخ الحديد الصلبة تطوعها كما تريد، معتمدة على نفسها في تربية أبنائها الأربعة، صامدة كالجبل لا تهب أي انتقادات.
شغلانة متعبة ومرهقة، إيدي وجسمي كلهم حروق، ولبسي اتبهدل، بس رغم كدا مقدرش أبطلها، هكذا عبرت أم شريف عما تواجه من صعوبات خلال عملها، فالشرر المتطاير أثناء لحام الحديد، يخترق جسدها ويديها، ويترك أثره عليهما في لمح البصر.
لم تكتف أم شريف بفتح مصدر رزق لنفسها، بل اهتمت بتشغيل السيدات الراغبات في العمل من منازلهم، بالإضافة إلى استعدادها لنقل خبرتها لأي شخص يريد تعلم مهنة صناعة العرائس والفوانيس، وزينة السبوع، في محاولة لمساعدة الشباب على العمل الحر، بدلًا من انتظار الوظيفة الحكومية.
إسم وسيرة طيبة صنعتهما المرأة الحديدية كما يطلق عليها زملاء مهنتها، داخل محافظة الدقهلية، وبسمة ترسمها على وجوه زبائنها الأطفال، الذين ينتظرون ذكرى المولد النبوي لشراء عروسة أم شريف.