ذاكرة الأمثال.. بدال لحمتك وقلقاسك هات لك شد على راسك
ليست الأمثال عبارات نستحضرها حتى نتسلى بها ونضحك، بل هي ذاكرة تحفظ تراث الشعوب، وما يتمسكون به من عادات وتقاليد وقيم، والأمثال أيضًا، قد تعبر عن المستوى الاجتماعي لقائل المثل، وتدل على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها قائل المثل.
والحالات التي تتطلب استحضار الأمثال، كثيرة جدا كثيرة جدا إلى درجة يصعب معها الحصر، ومن هذه الحالات أننا نجد الإنسان قد يهتم بالطعام والشراب، لكنه لا يهتم بمظهره فيكون غير مهندم ويرتدي أي شيء دون النظر إلى مدى لياقته أو لا، ولا يمشط شعره أو غير ذلك من أمور المظهر العام، وقد يرتدي ملابس ممزقة رغم قُدرته على شراء ملابس جديدة، وهذا الشخص يتوافق معه المثل القائل: بِدال لحمتك وقلقاسك هات لك شد على رأسك.
يشرح أحمد تيمور باشا، المثل في كتابه الأمثال العامية، موضحًا أن الشدَّ هو ما يُشد على الرأس ويلف كالعمامة؛ أي للناس ما ظهر منك لا ما بطن، فاجعل بعض النفقة لما تتجمل به بينهم.
كُل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس
ويوضح تيمور باشا، أن هذا المثل يُضرَب للإنسان سيئ التدبير في شئونه، وأن هناك من يرويه بقوله: بدال اللحمة والبدنجان - هات لك قميص يا عريان، والمعنى واحد، وهما مثلان قديمان في العامية.
وفي معنى المثل، أصبحنا نحن هذه الأيام نقول المثل الشهير: كُل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس.