الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كنت خايفة من الفضيحة.. صاحبة واقعة طفلة المرج: الرضيعة حفيدتي حملتها ابنتي سفاحًا | صور وفيديو

الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 04:51 م

الخوف من الفضيحة والشفقة على الصغيرة، وضعت سيدة أربعينية في مأزق، عندما علمت بحمل ابنتها بـ طفلة سفاحًا، بعد علاقة غير شرعية مع رجل أربعيني، بمنطقة المرج بالقاهرة، فما كان منها سوى إيداع ابنتها، إحدى الشقق السكنية بمحافظة الإسكندرية، حتى تضع مولودتها بعيدًا عن ناظري شقيقها قوي الشخصية، عنيف الطباع، الذي لن يتوانى لحظة واحدة عن قتلها إذا علم بإثمها، وبعيدًا عن أعين الجيران والأقارب حولها، وهو ما حدث حتى وضعت الفتاة مولودتها، لتبدأ أزمة جديدة، بالتخلص من الطفلة.

فكّرت السيدة أم مصطفى كثيرًا حول التصرف في هذه المولودة التي لم تُكمل يومها الأول، بعد أن هداها عقلها إلى إيداعها لدى إحدى صديقاتها تدعى أم عمر، وتقطن بالقرب منها، لكن دون إخبارها، وبالفعل اتفقت مع أحد قائدي مركبات التوك التوك، وحملت الطفلة في حقيبة سوداء داخل حقيبة بيضاء، وتوجهت إلى عقار المرج، الذي كانت قد حصلت على نسخة من مفاتيحه من شقة أم عمر عن طريق السرقة في وقت سابق، وكأنها كانت تخطط لهذه العملية منذ فترة، وبالفعل حددت وجهتها، وتوجهت إلى العقار مُرتدية عباءة سوداء وكمامة تُغطي وجهها، حتى لا تُكشف هويتها، ووضعت الطفلة أمام باب شقة أم عمر، وطرقت الباب ثم لاذت بالفرار، لكن كاميرات المراقبة التقطت فعلتها.

العثور على طفلة المرج

 

تقول أم عمر في لقاء لـ القاهرة 24، إنها سمعت طرقًا شديدًا على الباب، فجهزت نفسها للقاء هذا الغريب، مُستغرقة بضع ثوان، والتي كانت كافية لهروب السيدة داخل مركبة التوك التوك.

بمجرد فتح باب شقتها، تفاجأت بوجود حقيبة بيضاء أسفل قدميها، وحينما فحصتها، وجدت أنها تحوي طفلة رضيعة نائمة، يتدلى منها حبلها السري، فعلمت أم عمر أن الطفلة في يومها الأول، لكن العديد من الأسئلة جال بخاطرها.. من تكون هذه الطفلة ومن أحضرها إلى هنا؟ ولماذا أمام باب شقتي تحديدا؟ ومن طرق الباب وهرب؟، لكنها لم تجد جوابًا، فاستعانت ببعض السكان والجيران لمساعدتها في تفسير هذه الأحجية، حسب رواية أم عمر.

 

مسؤول العقار

 

أشرف المصري، رئيس اتحاد ملاك العقار، قال، إنه بصفته المسئول عن العقار، تلقى اتصالًا هاتفيًا من أم عمر، تخبره بالعثور على الطفلة، فتوجه سريعًا بصحبة بعض الجيران، وفرغوا كاميرات المراقبة الموجودة بمدخل العقار وخارجه، ليتبين دخول سيدة أربعينية تحمل مفتاحًا لباب العقار، وفي يدها حقيبة بيضاء، مرتدية عباءة سوداء وكمامة تُغطي وجهها، وحجابًا يغطي رأسها، وطرقت الباب بعد وضع الطفل أمامه، ما يعكس مدى حرصها على سلامة الطفل.

تابع المصري: ثم ظهرت السيدة، وهي تتوجه مُسرعة نحو مركبة توك توك كانت بانتظارها بالخارج، ولاذت بالفرار، ولم يتعرف أحد من السكان على هذه السيدة، رغم شكهم في البعض من جيرانهم.

أضاف رئيس اتحاد ملاك العقار لـ القاهرة 24، أنه اختلف مع السكان حول مصير الطفلة، حيث رغب أحدهم في ضمها إلى أبنائه الصغار، وإحداهن أرادت تبينها، لكن الغالبية قررت التوجه بالطفلة إلى قسم الشرطة، وتحرير محضر بالعثور على الرضيعة، خشية أن تكون مُختطفة، ويتم العثور عليها لديهم، وتُوجّه لهم تهمة اختطاف الطفلة.

بالفعل توجهوا إلى قسم شرطة المرج بمديرية أمن القاهرة، وحرروا محضرًا حمل رقم 11713 لسنة 2021 إداري المرج، وقرر رجال المباحث، إيداع الطفل بدار رعاية ابتسام الأيتام بمنطقة عين شمس بالقاهرة، وتفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة للتوصل إلى هوية السيدة المتهمة، وهوية مركبة التوك توك وقائدها، حيث تم استجواب سُكان العقار وجيرانه، وأصحاب المحال وقائدي المركبات، وفقا لـ المصري.

التوصل لملقية الطفل

تعود أم عمر للحديث مرة أخرى قائلة: بتطوير المناقشة معها من قبل رجال الأمن وإعادة استجوابها مرة أخرى، وعرض الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة، على شاشة أكبر، ساعدتها ذاكرتها على التعرف على مشية المتهمة، وأنها تُشبه مشية سيدة تدعى أم مصطفى، تقطن بالقرب منها، وأنها ذات السيدة التي كانت في زيارة لها منذ أشهر، واكتشفت غياب مفتاح العقار بعد مُغادرتها، فتجمعت خيوط الجريمة أمام رجال المباحث، وانتقلوا للقبض عليها.

القبض على المتهمة

تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على السيدة، ولم تنكر جريمتها، بل اعترفت بها جملة وتفصيلًا، وكان من بين ثنايا اعترافاتها، مُفاجآت عدة، وحلول لألغاز حيّرت الجيران ورجال الأمن على مدار أيام، من البحث والفحص والاستجواب والاتهام والتبرئة.

اعترافات المتهمة

جاءت اعترافات المتهمة، بأن الطفلة التي ألقتها هي حفيدتها، وكانت في يومها الأول، باعتبارها طفلة سفاح، حملتها ابنتها من رجل أربعيني، بعد علاقة غير شرعية بينهما استمرت عدة أشهر، وعندما علمت المتهمة بحمل ابنتها، طلبت منها السفر إلى محافظة الإسكندرية، خشية معرفة شقيقها الأكبر، وبالفعل سافرت الفتاة في الشهر الرابع من الحمل، عندما بدأت علاماته تظهر على جسدها، وأقامت هناك بذريعة الحصول على وظيفة جديدة، وعادت بعد الولادة، قررت والدتها التخلص من الطفلة.

فسّرت المتهمة إقبالها على هذا العقار تحديدًا، نظرا لوجود أم عمر بالعقار، وهي تعلم أنها سيدة صاحبة ذوق وخلق وحنان، وستعتني بالطفلة، مما يُمكّن المتهمة من الاطمئنان عليها من بعد، وإذا تمكنت المتهمة من حل أزمة ابنتها وتزويجها لعشيقها، يمكنها في هذا الوقت أن تعترف لـ أم عمر، وتستعيد الطفل تارة أخرى، ولم تشأ أن تُخبرها بحقيقة الأمر، وتلجأ لإلقاء الرضيعة قائلة: كنت خايفة من الفضيحة.

وما زالت التحقيقات مستمرة مع المتهمة بعد قرار حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما تم استدعاء والدة الطفلة واستجوابها، حيث دلت أجهزة الأمن على عشيقها.

 

رأي قانوني

من جانبه قال الخبير القانوني، أيمن محفوظ، عن تلك القسوة التي ارتسمت على ملامح الجدة حينما ألقت حفيدتها إلى المجهول وتنصلت من مسئوليتها، إنها كالوحش بلا قلب، والقانون يجرم تلك الأفعال التي من شأنها تعريض حياة الطفل للخطر، بتركه في مكان مطروق ومعمور بالآدميين مثل الطريق العام، أو كما فعلت بمدخل أحد العقارات.

عن العقوبة المنتظرة للمتهمة، أوضح محفوظ في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه طبقًا لما نصّت عليه المادة 287، على كلِّ من عرّض طفلًا للخطر، لم يبلغ سنه 7 سنين كاملة وتركه في محل معمور بالآدميين سواء كان ذلك بنفسه أو بواسطة غيره، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر، أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري، أما هذه المتهمة فقد طاوعتها مشاعرها أن تترك طفلة في طريق المجهول، ولا تعلم ما مصيرها، غير آمنة ألا يتلقفها حيوان ضال، فينهي حياتها.

تابع الخبير القانوني: رغم أن الطفلة لم يصبها سوء، فهي تعاقب بالحبس 6 أشهر، أما إذا ترتب على هذا الإلقاء جرح أو عاهة مستديمة أو الوفاة، فيعاقب الجاني بجريمة عمدية نتيجة الترك في الشارع أو المستشفى وما شابه ذلك، وهنا العقوبة تكون السجن المؤبد، مشيرًا إلى أنه آن الوقت للتشريع، بضرورة سن قوانين أكثر ردعًا، وعقوبات تصل للإعدام بجرائم تعريض الأطفال للخطر حتى لا يتكرر ذلك مستقبلًا.

تابع مواقعنا