خبير طاقة يتساءل عن الصمت الأمريكي على سياسات أوبك الاحتكارية
قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إن ما يشهده سوق النفط من تذبذب في الأسعار جاء نتيجة الأعمال الاحتكارية التي تمارسها منظمة أوبك.
وأضاف يوسف في تصريحات لموقع القاهرة 24، أنه من الغريب الحالة السلبية وموقف الدول الكبرى المستهلكة للنفط سواء الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان، تجاه الممارسة الاحتكارية لأوبك+ لسوق النفط العالمي، في حين كان لأمريكا سابقة بالضغط على السعودية لإعادة توازن العرض والطلب وتحقيق ضربة للروس بخفض أهم مواردها الاقتصادية، والآن لا نرى موقف دولي يعارض سياسة أوبك+ الاحتكارية طبقا والقانون الدولي.
وأكد نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، أن سوق النفط تحول من سوق العرض والطلب إلى سوق احتكاري تتحكم دول أوبك+ في مقدراته السرية بشكل كلى لاحتكارها حجم المعروض من النفط ليتجاوز الحدود العادلة، ويصعد لمستويات قاربت 80 دولار مؤخرا، وفي ظل توقعات بالمزيد من التصاعد وذلك بعد قرارات أوبك+ الأخيرة بزيادة سقف إنتاجهم من 43.58 إلى 45.43 مليون برميل يوميا وزيادة سقف إنتاج الإمارات إلى 3.5 مليون برميل اعتبارا من أول أغسطس 2021.
وتساءل يوسف هل للشركات العالمية الرائدة في مجال إنتاج النفط والغاز الطبيعي، اليد في اتخاذ هذا الموقف وفي ظل كونها في الأغلب شركات أمريكية أوروبية، والتي تأثرت كثيرا نتيجة انهيار أسعار النفط وبالتبعية الغاز الطبيعي، وتوقفت معظم استثماراتها في مجال البحث والتنقيب وتنمية الحقول لانخفاض العائد بشكل يحقق خسائر في الاستثمارات الجديدة.
وأشار نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إلى أن المستقبل القريب سيشهد المزيد من الارتفاع في أسعار النفط والغاز الطبيعي عالميا، إذا لم تعيد أوبك+ التوازن مع الطلب العالمي على النفط نظرا لاستمرار قرارات أوبك+ المخفضة إلى نهاية 2022.
وقد تصل الأسعار لمستويات تتعدي 100 دولار للبرميل، وتأثير ذلك سيرتبط بارتفاعات سعرية لكافة أنواع السلع الأخرى وليست البترولية فقط، وهذا قد تؤيده الدول الصناعية الكبرى لتحقق من خلاله طفرة تنموية لكافة الصناعات الثقيلة والتخصصية بعد فترة ركود كبيرة نتيجة لأحداث كوفيد 19.
انخفاض طفيف في أسعار النفط
وشهدت أسعار النفط اليوم انخفاضا طفيفا، بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته بنمو الاقتصاد الأمريكي في ظل الاضطرابات المستمرة في سلاسل التوريد وضغط التضخم التي تعيق تعافي الطلب على النفط، بالإضافة إلى ارتفاع الدولار لأعلي مستوي والذي شكل ضغط زيادة على أسعار النفط، حيث أصبح النفط المسعر بالدولار يشكل أكثر تكلفة من حاملي العملات الأخرى.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 82.30 دولار للبرميل، بينما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 78 دولار للبرميل.