ما حكم احتضان المصحف أثناء النوم؟ داعية إسلامي يجيب
ما بين الشعور بالخوف والرغبة في الأمان، يلجأ المسلمون دائمًا إلى القرآن الكريم لإزالة القلق عن صدورهم، ونفض الرعب عن قلوبهم، عملًا بقول العزيز الحكيم: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، إلا أن البعض يتبع سبلًا أخرى غير التلاوة، من بينها احتضان المصحف أثناء النوم، فكيف يرى الشرع ذلك؟
يقول الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب المسجد الجامع بمدينتي بالقاهرة، والداعية الإسلامي: إن حكم احتضان المصحف أثناء النوم هو من الأمور المسكوت عنها في الفقه الإسلامي.
وأضاف الأبيدي خلال حديثه لـ القاهرة 24: الشريعة الإسلامية سكتت عن بعض الأحكام ليستسيغها الإنسان بذاته، لافتًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أمركم الله به فأتمروا، وما نهاكم عنه فانتهوا، وما سكت عنه فهو العافية، فاقبلوا من الله العافية.
وأوضح الداعية الإسلامي أن احتضان المصحف أثناء النوم من باب العافية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه السابق، إلا أن الأولى ترك ذلك.
وعلل الأبيدي لحكمه السالف بقوله: إن الإنسان إذا احتضن مصحفه أثناء نومه فإنه لا يأمن تحرك المصحف إلى مكان عورة أو سقوطه على الأرض، فضلا عن عدم الجزم ببقاء المحتضن طاهرًا حتى الصباح.
وبيّن الداعية الإسلامي أن الأمان المتحقق بالقرآن الكريم لا يقتصر على احتضان المصحف، وإنما قراءة القرآن وسماعه يحققان الغرض ذاته، دون تعريض قداسة المصحف إلى خطر التقليل منها.
كما نصح الشيخ محمود الأبيدي من يشعر بالخوف من شيء ما، أن يكثر من ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله، وذكر حسبي الله ونعم الوكيل، بالإضافة إلى ترديد آية: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ، موضحا أن هذه الأذكار كافية لإدخال الأمان على كل قلب غلبه التوتر وهزمه الرعب.