خليجيون في حب مصر واتحاد المصريين بالسعودية: نبحث تكوين حراك دبلوماسي شعبي.. والعامل المصري ضحية كفيل الخليج | ندوة
من المحيط للخليج، يتأصل حب مصر في الأرواح، ومع أول زيارة ورؤية النيل لا يمكن إلا أن يعود إليها الأشخاص مرة أخرى، في ندوة للقاهرة 24، كشف يوسف العميري رئيس مؤسسة خليجيون وعادل حنفي، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، العديد من الأمور التي تهم المصريون في الخارج، وإلى نص الندوة:
في البداية حدثنا عن مؤسسة خليجيون في حب مصر ومتى بدأت؟
إن مؤسسة خليجيون في حب مصر تأسست في فترة أزمة، حينما قامت ثورة 25 يناير وبعدها 30 يونيو، كانت هناك أزمة في السياحة والأمن، وضباب إلكتروني كبير في نقل صورة سيئة عن مصر ومؤلمة، من هنا ومن منطلق حبنا بمصر، حدث اتصال بيننا وبين الوزير منير فخري عبد النور، وقولنا له إننا نرغب في تشكيل وفد إعلامي كويتي ينقل الصورة الحقيقة، رحب بها، وكونّا وفدا من 5 صحف كويتية، وتلفزيون الكويت، وانطلقنا بجولة من القاهرة للإسكندرية، ثم شرم الشيخ، ونقلنا صورة رائعة، كذبت كل الشائعات.
بعد ذلك تشرفت بلقاء الرئيس السيسي، وقتها كان وزيرًا للدفاع، وطلبنا منه بصفتي مستشار للجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، توضيح الصورة الحقيقة، لأن وقتها كان منقول عنه صورة غير حسنة، ووضح لنا الصورة بشكل كبير وتحول رأي الإخوة من صورة سلبية عن مصر إلى صورة ذهنية سليمة.
ومن هنا، طلبنا من الرئيس السيسي حينها، أن نكوّن جمعية داعمة لمصر وللرئيس، فتكونت خليجيون في حب مصر 2012 وأشهرت 2017، ووضعنا برنامجا كاملا للعمل، واعتمدنا بالبداية على الاقتصاد نظرًا لأن مصر في حاجة إلى دعم الاقتصاد، ومن ثم السياحة والتعليم والصحة، وانطلقنا من خلال الاعتراف من وزارة التضامن ومقرنا الموجود بالقاهرة.
مهرجان هنا القاهرة.. هل هناك تواصل مع وزيرة الثقافة لتنظيمه والعمل عليه؟
اقترحنا أن يكون هناك شهر في مصر اسمه مهرجان هنا القاهرة مثل مهرجان هلا فبراير بالكويت، يسعد الشعب المصري، ويكون مشروع عمل، فكان من المفروض أن يكون المهرجان بين بيت الكويت للعمالة الوطنية وجريدة الأخبار، ولكن مع انطلاق الثورة توقف العمل عليه.. الآن نحن ندير بديلًا له، حيث مشروع عربي في المغرب، نظرًا لأن المغرب يهتم جدًا بالسنيما، كما أضفنا عليه التلفزيون لأنه يشكل أداة مهمة في الثقافة، وأخدنا موافقة من الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية على إقامة هذا المهرجان.
قلنا ما تفرقه السياسة يجمعه الفن والآداب، حيث الدبلوماسية الشعبية، فالمهرجان سيكون أول مهرجان للسنيما والتلفزيون تحت رعاية جامعة الدول العربية، ولذلك لا ننتمى إلى بلد، الدورة الأولى ستكون في طنجة بالمغرب، والثانية بالرياض أو القاهرة، ومن جانبها رحبت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بالمهرجان، وكذلك اتحاد الفنانين العرب وهو أحد مؤسسي هذا المهرجان العربي، ونتمنى أن يلف العالم العربي ويعبر عن الثقافة والفنون.
من جانبه، أكد عادل حنفي، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، إن الفنانين السعوديين، أمنياتهم أن يأتوا للغناء على المسارح المصري، فكان هناك زيارة لهم بالأوبرا قبل جائحة كورونا، وقدموا عروضا كانت رائعة ولاقت استحسانا كبيرا، فمهرجان هنا القاهرة سيكون مشروعا قوميا لأنه يدعم الدولة بكل المجالات.
كيف تساعد جمعية خليجيون في حب مصر على تشجيع استثمار الخليجيين في مصر؟
جمعية خليجيون في حب مصر هذا هدفها، حيث تشجيع المستثمر الخليجي للاستثمار بمصر، ليس على مستوى الفردي بل أيضًا على مستوى الدول، ونقول دومًا إن مصر لم تصادر أبدًا أموال أو مصانع أشخاص، ونؤكد أن الاستثمار في مصر مصنف أنه أحسن الاستثمارات في الوطن العربي.
ولكن المشكلة تكمن دومًا في بعض البني آدمين الذين هم ضد النجاح، فمن خلال 8 سنيين حققنا بعض المشاريع من خلال خليجيون، وأنشأنا 6 شركات في مجموعتنا، ولكن نتمنى أن يكون الموظف المصري الذي تمر عليه أوراق الاستثمار يملك فكرا.
نحن ندعم الجمهورية الجديدة، والمشكلة التي تواجه المستثمر هي الموظف السيئ ونتمنى أن ينتهي، ويصبح كل العاملين لديهم نفس هدف الرئيس عبد الفتاح السيسي، فأنا تقابلت معه مرتين وهو يعمل ويجتهد ويضع بصمة في تاريخ مصر.
للقضاء على الموظف السيئ.. ما هي الآليات المتبعة لفحص العامل المصري من وجوده في القاهرة حتى الذهاب لدولة العمل؟
أما عادل حنفي، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، قال إن الفحص المهني لا يعلم عنه الكثيرون، فسابقًا كان يستطيع العامل الذهاب للخارج بهمن كثيرة غير مهنته الأساسية، أما الآن لا يستطيع، حيث يقدم العامل المصري على مهنته بالخارج ومن خلال التأشيرة الجديدة سيخضع لفحص مهني عملي ونظري عبر معاهد دولية متخصصة تعاقدت معها المملكة العربية السعودية وذلك للمهن الحرفية فقط.
أما عن العمالة الموجودة بالمملكة العربية السعودية بالفعل، فهناك اختبارات تقدمها معاهد التدريب المهني التابعة لوزارة التعليم السعودية يحصل من خلالها العامل على كارنيه لمزاولة المهنة ولا بد أن يجيد القراءة والكتابة، فكل تلك الخدمات تعود بالنفع للقضاء على الفيزا الحرة، حيث إنها اجتهاد ولا وجود لها داخل المملكة العربية السعودية، مما ينتج عنه التقليل من عمليات بلاغ الهروب، ويصبح العامل متخصصا في مهنته، فضلًا عن زيادة العمالة المدربة ورواتبهم.
من جانبه، قال يوسف العميري، رئيس جمعية خليجيون في حب مصر، إن العامل المصري ضحية تجار الإقامات بدول الخليج، يعطوهم أحلام الفيزا الحرة، حيث إن 70% من العمالة المصرية بالكويت يملكون فيزا حرة، فهي مدمرة والسمسار يعطيه أحلام وهمية ويستغله ثم يصدم العامل بأن ما دفع من مبالغ لا يستطيع تعوضيها في خلال سنتين أو ثلاثة.
الفيزا الحرة من أخطر ما يمكن، ولكن هناك عيب شرعي في الملحق العمالي، لأنه في كل سفارة بدول الخليج لا بد أن يتابع ويتأكد الفيز الصادرة صحيحة أم لا، والوظائف موجودة بالفعل أم لا، فهو لا يؤدى عمله بشكل جيد، حيث أن دول الخليج تعاني من العمالة الهامشية.
لا يوجد تأشيرة تصدر من جمهورية مصر العربية إلا بعد موافقة المكتب العمالي ومطابقة راتب العقد بالمهنة، فهناك حد أدنى للأجور يطابقه المستشار العمالي بالرياض وجدة لكل مهنة، كما أنه يتأكد من حقيقة وجود الشركة التي يذهب إليها العامل المهني.
مؤسسة خليجيون في حب مصر ودعمها للمبادرة الرئاسية حياة كريمة؟
أوضح يوسف العميري أن حياة كريمة ظهرت خلال فترة جائحة كورونا ونحن متابعين لها، المعلن عنها هو الآن هو الإعلام المصري وفئة القوى الناعمة، الهدف الأساسي واضح ولكن أنا محتاج أن تصل بشكل أكبر، الحياة الكريمة نحتاجها في كل بلاد العالم وهي مبادرة رائعة، وهناك مساهمات خليجية قبل هذه المبادرة، بالتأكيد نرغب أن نشارك بها.
طرحت في خليجيون أن نتكلم عن القضايا العربية المشتركة، لأن القضية عندما تتحدث عنها دولة أخرى يكون هناك اهتمام وسماع بشكل أكبر من أن تتحدث الدولة نفسها عن قضيتها، فنحن ينقصنا في خليجيون أن نعمل تحت مظلة واحدة وتنظيم لهذا الكيان، فنحتاج أن أتكلم بشكل مدروس ومعلوم عن قضايا مثل سد النهضة، فاستمارتنا موجود بها تحب مصر أم لا تحب مصر، لو لا تحب مصر لا تكون عضو بيننا.
نحتاج إلى دعم إعلامي، سياسي، نتكلم بشكل واضح، مشاركة الوزارات المعنية، نعم نحن جمعية معترف بها ولكن لنا حدود في الحديث، نريد من حبنا لمصر أن نعمل كل بشكل منظم ومرتب، ضمينا العراق والأردن، نتمنى الدول العربية كلها تنضم لخليجيون ونبحث عن حراك دبلوماسي شعبي يتدخل لحل المشاكل العربية، فنكون دفاعا عربيا شعبيا لنتدخل شعبيًا.
هل ترى أن استقرار المناخ السياسي بين الدول العربية يساعد على تحقيق أهداف الوحدة العربية؟
قال يوسف العميري، إن الدول العربية لا زالت النفوس غير مستقرة حتى الآن بين عدد من الدول وبعضها، ولكن نحن دورنا كمنظمات مدنية شيء آخر، ومهرجان هنا القاهرة سيكون ترجمة للدبلوماسية الشعبية بين الدول العربية وشعوبها ببعضها البعض، ونؤكد دومًا أن ما تفرقه السياسة تجمع الفنون والغناء.
هل جمعية خليجيون في حب مصر لها دور قوي في غلق ملفات أن المصري يذهب للخارج كي يستغل مواردها؟
أشار يوسف العميري إلى أن هناك أكثر من 15% من الكويتيين أمهاتهم مصريين، ولدينا 35 ألف كويتي مقيم بالقاهرة، بالإضافة إلى العلاقة الطيبة على مدار تاريخ طويل، هذه ثوابت جيدة، وإذا سألت أي كويتي هل في استطاعته الاستغناء عن المصري الذي يعمل معه، بالتأكيد ستكون إجابته لا، ما يحدث في حوادث بين المصريين والكويتيين ما هي إلا نتيجة تاجر إقامة فاسد.
ماذا عن تطبيق قانون إلغاء الكفيل في دول الخليج بشكل كامل؟
قال عادل حنفي، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية، إنه منذ شهر مارس الماضي، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية، وجاء ذلك من خلال إلغاء نظام الكفيل، حيث أصبح لا يوجد مجال لتجارة التأشيرات لان الراتب أصبح مرتبط بالدولة السعودية ممثلة في وزارة العمل والموارد البشرية، وبالتالي أصبح العامل المصري يحصل على راتبه من خلال حساب بالبنك، حيث صاحب العمل يدفع للعامل من خلال الوزارة، وفي حالة عدم حصوله على أجر ستُغلق الشركة.
وأشار يوسف العميري إلى أهمية تطبيقه أيضًا في الكويت لمحاولة القضاء على تجار الإقامات، واصفًا إياهم بأنهم فوق القانون وأنهم منتشرين بشكل كبير، وأن هناك نحو 850 ألف مصري متواجدين بالكويت، أكثر من 200 ألف منهم عمالة هامشية، فجائحة كورونا أظهرت كل الشوائب الموجودة بالعالم.
فإن استطعنا أن نسيطر على تجار المخدرات نستطيع أن نسيطر على تجار الإقامات، فهي مافيا كبيرة ضحيتها العامل المصري، والقضاء عليها هو البسيل الوحيد للحفاظ على العامل سواء من الدول المصدرة أو المستقبلة، فتجار الإقامات فوق القانون، والكفيل هو المتحكم دائمًا في العامل.
ما هو دور الدبلوماسية الشعبية في الرد على المشاكل التي تحدث بين المصريين والكويتيين؟
قال يوسف العميري، إن القانون في الكويت حازم وصارم وعند حدوث أي مشاكل بين المصري والكويتي القانون هو الذي يحكم بلا تمييز بين الجنسيات المختلفة، الكويت بها 850 ألف مصري، ونحن مليون، من الطبيعي أن تحدث خلافات بينهم وبين بعضهم البعض.
ونحن وقعنا بروتوكول مع وزارة الهجرة واتفقنا العمل على حل جميع المشاكل للمصريين بالخليج ما دامت كانت المشكلة غير جنائية، نحن قادرين على التدخل دومًا والعمل على الحل عليها، نذهب لكل الأفراد.