مصر السيسي.. استعادة عظمة الماضي باتت وشيكة
بعد كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ76 منتصف سبتمبر الماضي، والتي شدد خلالها على المكانة الجديدة التي أمست تتبوؤها الدولة المصرية بين الدول، عاد فخامته وأعطى درسًا جديدًا للقاصي والداني، خلال كلمته في قمة تجمع دول فيشجراد مع مصر، حول الصورة التي يجب أن يُنظر لمصر بها في هذه الحقبة الجديدة التي تعبر فيها مصر عن نفسها كما لم تعبر من قبل.
استمعتُ لكلمة الرئيس، وكلي فخر باللهجة التي تحدث بها إلى الدول الأوروبية، بلهجة ربما لم تعتدها هذه الدول من مصر، حيث أكد ضرورة أن يكون هناك شكل أعمق في النقاش والحوار في التعامل مع القضايا المصرية، خاصة فيما يخص حقوق الإنسان وغيرها من القضايا العالقة، وطرح الرئيس تساؤلًا حول استعداد أوروبا أن توفر توأمة مع الجامعات المصرية؛ لتقديم تعليم يناسب متطلبات العصر، للعمل على قضايا مهمة مثل الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، وغيرها من القضايا المُلحّة.
وتحدث الرئيس بكل فخر واعتزاز عن الجهود المبذولة في مصر خلال السبع سنوات الأخيرة، والتي تؤكد حرص الدولة المصرية على التقدم والتحضر في المجالات كافة، من ضمنها مبادرة تستهدف حياة 60 مليون إنسان في الريف المصري، بكل ما تعنيه هذه الكلمة بميزانية ضخمة تتخطى المليار جنيه، في إشارة إلى أن مصر مقبلة على تنمية شاملة على الأصعدة كافة.
ولم تتغير لهجة الرئيس كثيرًا عن لهجته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حينما تحدث عن أن مصر مصر طبقت الإصلاح الاقتصادي وقامت بتقليص التفاوت التنموي بين الريف والحضر، ونجحت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف المحافظات، وكذلك الحرص على تعزيز حقوق الإنسان لمواطنيها وتبذل لتحقيق هذه الغاية جهودا حثيثة في إطار من احترام مبادئ المواطنة وسيادة القانون.
كما أكد فخامته أن الدولة المصرية تدرك تماما أن الإنسان المصري يأتي في القلب من منظومة التنمية الشاملة التي تحرص على تنفيذها إعلاء لكرامته وضمانا لحقوقه وحرياته، وأن انتخاب مصر لرئاسة الدورة الحالية الخامسة عشرة، للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام جاء ليكلل مسيرة متواصلة من الإسهام المصري الفاعل لتعزيز وتفعيل هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام.
إن مصر باتت متسلحة بإنجازات كبيرة ونجحت في قطع خطوات واسعة في العديد من المجالات، منها على سبيل المثال لا الحصر، في مجال التعليم تمكنت مصر من تطبيق منظومة التعليم الجديدة التي تعتمد على الابتكار والفهم وحولت الاختبارات من ورقية إلى إلكترونية، وتقوية شبكات الإنترنت بالمدارس، وتسليم الطلاب أكثر من 2 مليون تابلت وافتتاح 41 مدرسة يابانية بالمحافظات والعمل على بناء 55 مدرسة أخرى ليرتفع ترتيب مصر من جودة التعليم عالميا من المركز قبل الأخير إلى 74 عالميا.
وفي مجال الصحة أطلقت أطلقت المبادرات الرئاسية التي طافت كل شبر في أرض المحروسة بحثا عن صحة أفضل لأبنائها، فبدأت بإطلاق مبادرة 100 مليون صحة، كما لاقت سيدات مصر اهتمامًا كبيرًا من الرئاسة، حيث أطلقت مبادرة خاصة للكشف المبكر لما يقرب من 4 ملايين سيدة في إطار مبادرة الكشف المبكر لأورام الثدي، وإنهاء قوائم انتظار المرضى خلال 6 أشهر.
ونجحت الدولة في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، حيث ضخت الدولة 100 مليار جنيه لمواجهة الفيروس والتعاقد على شراء ملايين الجرعات من لقاحات كورونا الصيني والبريطاني.
وفي مجال الإسكان أطلقت الدولة مشروع مصر دون عشوائيات، حيث انتهت من تطوير 312 منطقة وتنفيذ 108 مشروعات لمدة الجيل الرابع، أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة ورفح الجديدة والعلمين الجديدة للتخفيف عن الكتل السكانية الحالية، وبناء مليون وحدة سكنية.
وعلى صعيد الاقتصاد نجحت الدولة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في عام 2016، الذي أنقذ مصر من حالة الإفلاس في عام 2012 والذي لاقي إشادات دولية باعتباره أسرع الاقتصاديات نموا بعد الإصلاحات الأخيرة.
وفي مجال حقوق المرأة تربعت المرأة المصرية على عرش المناصب القيادية وأصبح للمرأة صوت مسموع في جميع الهيئات والمؤسسات.
في رأيي أن هذه اللهجة الواثقة التي أضحت تخاطب بها مصر العالم، لم تكن لتتبلور دونما جهد وتخطيط كبيرين، وعمل شاق قادته الدولة المصرية خلال السبع سنوات الأخيرة، متسلحة بإرادة وتصميم وإلهام كبير مستوحى من رؤية فخامة الرئيس الساعية لتحقيق التقدم والنمو وجعل مصر في مصاف الدول المتقدمة وإعادة النظر إليها باعتبارها مارد جديد يبحث عن استرداد مكانته التاريخية واستعادة عظمة الماضي.