استسلام.. قصيدة لـ سيد عبد الرازق
الشاعر سيد عبد الرازق من مواليد محافظة أسيوط، وحصد العديد من الجوائز، منها جائزة الفيصل في الشعر، وهو يعمل طبيبًا بيطريًا في الأساس، صدر له العديد من الأعمال الشعرية، وهذه قصيدة له بعنوان استسلام.
تدورُ عقاربُ السَّاعاتِ والدنيا لها فَلَكُ
تردِّدُ قصةَ التاريخِ من عاشوا ومن هلكوا
وبين الدهرِ والعشاقِ أهوالٌ ومعتركُ
أنا والتيهُ تمثالا حنينٍ يفقدُ الدَّرْبَ
وكلُّ خرائطِ التاريخِ لا تُبْدِي لنا سببا
كأَنَّ العُمرَ يحْمِلُنا إلى ما شاءَ منقلَبا
جهلنا ما ترى الزرقاءُ ما تخفي المسافاتُ
كأنَّ بَيَانَ عينيْها له في الكشفِ أوقاتُ
تُرَى ما تحملُ الأيَّامُ ما تُخْفي السُّوَيْعَاتُ
مهيبٌ خدُّكِ البسامُ لا أقوى له قرْبًا
وحين أرومُ ذوقَ البُعْدِ يَغلِبُ نيَّتِي جذبًا
وعشقِي في دُنَا التَّرحالِ ينشبُ في الهوى قلبًا
شراعي ضلَّ في الأمواجِ قبلَتَهُ إلى المُرْسَى
يطبِّبُ صبوةَ الأيَّامِ ذكَّرَها بما تنْسَى
فلا التَّرْحالُ قرَّبَهُ ولا أمْلَى له نَفْسًا
علام نعاندُ الأقدارَ والأقلام قد جفَّتْ
لما الإِفراطُ في التأويلِ والأخبارُ قدْ زُفَّتْ
فكم دارتْ بنا الأيَّامُ كم وعدَتْ فما وفَّتْ
