من ظلام 2014 إلى إنارة أوروبا.. كيف نجحت مصر في الربط الكهربائي بين 3 قارات وحققت فائضا؟
شهدت مصر أوقاتًا عصيبة منذ بضع سنوات في قطاع الكهرباء، جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وكان أمرًا اعتاده المصريون في أغلب الأوقات.
وكان المصريون يستيقظون على انقطاع الكهرباء، حيث سُميت سنة 2014 بعام الظلام، حيث عاشت مصر في ظلام دامس وقطع الكهرباء لمعدلات تصل إلى 22 ساعة كاملة، ونسبة العجز وصلت إلى مستويات خطيرة تقترب من 35% من حجم الإنتاج.
وتتجه مصر الآن لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة المتجددة ولتوصل كهرباء إفريقيا لأوروبا ولتقيم حدثا تاريخيا ومشروعا يمكن وصفه بأهرامات جديدة ليس مشاريع، حيث إنه بعد عامين من الآن ستسهم مصر في إنارة مدن ودول أوروبية بعد أعوام من الظلام ونسبة عجز أكثر من 35% في حجم الإنتاج، إلى تحول تام من اكتفاء ذاتي من ثم 20 ألف ميجا وات حجم الفائض اليومي من إنتاج الكهرباء ثم تصدير وتبادل.
وتنتج مصر 60 ألف ميجا وات يوميا من إنتاج الكهرباء، وتعتزم إنتاج 42% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
ويعد الاتفاق خطوة على طريق التحول لمركز إقليمي للطاقة، وأن الربط الكهربائي مع قبرص واليونان يضع مصر على رأس الدول المصدرة للطاقة لأوروبا، ومن المقرر البدء في تشغيل الربط مع قبرص واليونان بحلول ديسمبر 2023 بقدرة أولية تبلغ 1 جيجاوات للمرحلة الأولي.
وتعد قبرص مركزا رئيسيا لنقل الكهرباء من إفريقيا إلى أوروبا وسيتم ربط شبكة الكهرباء المصرية مع نظام الكهرباء الأوروبي عبر قبرص، وسيسهم ذلك في تحقيق أمن الطاقة.
والجدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقة النظيفة التي تزخر بها القارة الإفريقية، وبحلول عام 2035، ستنتج مصر فائضا من الطاقة الشمسية التي يصعب تخزينها.
كما أن مشروع الربط الكهربائي يهدف إلى إنشاء شبكة ربط قوية بشرق المتوسط؛ لتحسين أمن واعتمادية الأمداد بالطاقة، والمساعدة عند حدوث الأعطال والانقطاعات والحالات الطارئة على شبكات النقل ورفع درجة تأمين الإمدادات الكهربية، وتحفيز التعاون الإقليمي والسلام والرخاء، وتعزيز المزيد من التطوير وزيادة مشاركة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في مشروعات الربط الكهربائي وفي مزيج الكهرباء على كل من المستوى الوطني والإقليمي.
كما تجدر الإشارة إلى أن المشروع يمثل جزءًا مهمًا من العلاقات والتعاون الاستراتيجي الحالي بين الطرفين؛ ما يُعجل من تطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية.
والهدف الأسمى هو تغيير المناخ وتقليل الانبعاثات للحفاظ على البيئة وحمايتها باستخدام جميع مصادر الطاقة المتاحة خاصة الاستفادة من الطاقات المتجددة.
