مُدير مدرسة بالفيوم يبكي على رحيل طبيب الخير: البلد خسرت خسارة كبيرة وإحنا في فراغ كبير بعديه| فيديو
مدير مدرسة يبكي على فُراق طبيب الخير بالفيوم: الأهالي أغلقوا محلاتهم يوم جنازته | فيديو
«إحنا في فَجَع، إحنا في حُزن ووجع، إحنا لسه مفوقناش من صدمة فُراقه، مش مصدقين، القرية كلها حزنت يوم وفاته وأغلقوا المحال يوم جنازته».. بهذه الكلمات عبر عيد الدشاشي، مُدير مدرسة بقرية قصر الباسل التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، عند الحديث عن طبيب الخير الراحل، الدكتور علي ممدوح الباسل والذي تُوفي الأربعاء الماضي تاركًا ألمًا وحُزنًّا كبيرًا بين أهالي قريته لسيرته الطيبة ومعاملته الحسنة وما قدمه لهم من خير طِيلة الأعوام الماضية حتى قبل رحيله.
وعبرَ بث مباشر على القاهرة 24.. التقت العدسة أثناء جولة داخل عيادة الدكتور الراحل علي ممدوح الباسل، أحد الأشخاص المتأثرين برحيله، والذي روى باكيًا الأعمال الطيبة للراحل الطبيب علي ممدوح الباسل، قال عيد الدشاشي مُدير مدرسة بقرية قصر الباسل: الدكتور علي كان رمزًا للإنسانية والعطاء، ورمزًا للطبيب الإنسان الذي يشعر بمريضه، ورمزًا لـ ابن البلد الذي لا يُنسى أفضال بلده عليه وكان يرد لها الجميل.
وتابع الدشاشي حديثه لـ القاهرة 24: الطبيب الراحل اعتقد هو الطبيب الوحيد في الفيوم كُلها الذي رد الجميل لأهل بلده، ولذلك قرية قصر الباسل، شهدت يوم الحُزن، يوم وفاة الدكتور علي الباسل، حيث خيّم الحُزن على القرية بالكامل، واصفًا ذلك: جميع الأهالي أغلقوا المحال، وامتنع الآخرين عن الذهاب للعمل لانتظار وصول جُثمانه لدفنه بمقابر العائلة بالقرية، من القاهرة، لأن الراحل تُوفي في القاهرة وتم دفنه بمسقط رأسه بالفيوم.
مُدير مدرسة بقرص الباسل عن طبيب الخير: خسرنا قامة طبية كبيرة
وأضاف الدشاشي: خسرنا قامة طبية كبيرة في قصر الباسل، وفي المحافظة بالكامل، خسرنا رمزًا من رموز العطاء، وكوني عضو مجلس إدارة جمعية، كان الراحل أسبوعيًا يرسل مبالغ مالية للتبرع، الراحل يعتبر لم يحصل على مُقابل مادي من المرضى، فكل ما كان يحصل عليه بمقابل مادي لا يذكر، خلال تواجده بعيادة القرية في الفترة من 3 أو 4 أيام، وكان يرسل ذلك للجمعيات الخيرية للتبرع بها للمحتاجين ولكفالة الأيتام وعمل مرتبات شهرية لمساعدة الفُقراء والأرامل، والراحل كان ممكن يكون محتاج 2 فقط من أطقم التمريض معاونين له في عيادته، لكن كان بيشغل بـ الـ 10 أشخاص معاونين له، من أجل تقديم المُساعدة وتوفير فرص عمل، وتقديم كل ما هو خير ولكفالة كل من هو محتاج.
وقال باكيًا حتى انقطع حديثه من كثرة البكاء على رحيل طبيب الخير في الفيوم: البلد خسرت خسارة كبيرة وإحنا في فراغ كبير بعديه، وتوقف عن حديث لبضع ثوانِ يبكي على رحيله، وما تركه من خير وحُب في قلوب الأهالي والمرضى، وروى: أنا أول مرة أمُر بعد وفاته من أمام العيادة وجدتها مُغلقة، كان يوم الأربعاء الماضي أكثر أربعاء حُزنًا في قلبي، حيث كان المعتاد فتح العيادة يوم الأربعاء أسبوعيًا ضمن الأيام المُخصصة للكشف على المرضى في القرية، وجع كبير لينا عندما وجدناها مُغلقة.
واستكمل حديثه: عدد من الأهالي كان يتوافدون للكشف، وعندما يكتب لهم العلاج، كانوا لايشترونه بعد ما يخرجون من العيادة من عند الطبيب الراحل، وعندما نسألهم عن السبب: «خلاص إحنا خفينا بعد كلامه ودعمه» بالفعل كان يمتلك ابتسامة الطمأنينة للمريض فبمجرّد أنِّ يبتسم في وجه المريض، ويُخبره أنهِّ بخير وسيكون بخير كان المريض يخرج راضيًا تمامًا شافيًا من الآلام.
وتابع حديثه: الطيب والدموع مازالت تحاوطه يكاد أنِّ يُخفيها بعض الشيء ولكن كلامه مازال مؤثرًا، كان المرضى أصحاب العمليات الكُبرى يوصلهم بسيارته الخاصة لمعاهد الكُلى بالقاهرة، وفي وقت من الأوقات رفع الكشف من 5 لـ 10جنيهات، لتقديمها للأعمال الخيرية وليس لنفسه، كان حيِنها واقفًا ينظر من نافذة العيادة، وكنت أسير صُدفةً فنادي عليّ، وأخبرني أنه يريد رفع الكشف لـ 10 جنيهات ومتخوف أنِّ يفجع ذلك الأهالي أو يغضبهم: «خايف حد يزعل ويقول أني استغلهم، رجل كان حاسس بالمواطن، اللي مش معاه فلوس بيكشف، عمره ما فرق بين غني أو فقير الغني يدخل في دوره والفقير يدخل في دوره الدكتور الوحيد اللي قال أنا معنديش حاجة اسمها كشف مستعجل كان يستعجل الحالات الطارئة دون مُقابل إحنا مش فايفين من الفاجعة والحُزن إحنا في خسارة كبيرة».
ورحل الدكتور علي ممدوح الباسل، ابن قرية قصر الباسل بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، الأربعاء الماضي، وسط حُزن كبير بين الأهالي، حيث شيّع عدد كبير من مُحبيه جنازته لدفنه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بالقرية.