عادل ضرغام: فوزي فهمي حالة ثقافية فريدة والمنحى التاريخي يشغل كتاباته المسرحية
قال الدكتور عادل ضرغام، أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، إن الدكتور فوزي فهمي حالة فريدة في الثقافة المصرية والعربية، وفي الكتابة المسرحية، فهو وجه من الوجوه الناصعة للإدارة الثقافية.
وأضاف ضرغام، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: في فترة إدارة فوزي فهمي لصرح أكاديمية الفنون تجلى هذا الوجه المثقف بشكل لافت، ولا أحسب أن هناك رئيسا لأكاديمية الفنون قبله أو بعده قد اقترب من منجزه على مستوى فنية الإدارة في طريقة تعامله مع الكيانات المختلفة، أو في تأسيسه الإطار النهائي للمعاهد والأبنية.
وتابع ضرغام: في بعض جلساتي الخاصة معه في مكتبه دائما ما كنت أسأله عن سبب ابتعاده عن المسرح: أين الكتابة المسرحية في منجز فوزي فهمي بعد العباسة وعودة الغائب؟ فأراه ينظر إليَّ بحزن دفين، قائلا: لقد شغلت عنها بهذه المباني، مشيرا إلى المباني العالية التي خطط لإنشائها وأتمها في فترة رئاسته للأكاديمية.
كما أوضح ضرغام أن فوزي فهمي في كتابته المسرحية يشغله المنحى التاريخي المشدود للأسطورة في بعض الأحيان، محاولا من خلال هذا التوجه مقاربة الماضي، انطلاقًا من لحظة آنية لتكشف له العلل المصاحبة للثقافة والحضارة على الدوام، بحيث أصبحت عللا وأمراضا تشكل جانبا من طبيعة الشخصية المستمرة التي قد تتغير، ولكنها تظل مشحونة بتشكلها ونقصانها المستمرين.
واختتم ضرغام: قد يتجلى ذلك التوجه في مقالاته المهمة بالأهرام، فهو في معظم مقالاته لا يبدأ من العمل الأدبي الذي يحاوره، وإنما يبدأ من الفكرة المعرفية التي تشكل في وعيه نقطة الانطلاق للاقتراب من العمل، فمواجهته الفنية للعمل ليست مباشرة، وإنما هي مواجهة محصنة بوجهة النظر والتفكير والتأويل، وهي طريقة في الكتابة تتطلب صبرا ووعيا من القارئ.
وفاة فوزي فهمي
وتوفي أمس الجمعة، الكاتب الكبير الدكتور فوزي فهمي، الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون، عن عمر ناهز 83 عاما، بعد رحلة طويلة حافلة بالعطاء الإبداعي والإنساني. ونعته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، مؤكدة أن الراحل مثل الأب والمعلم والصديق لأجيال من المبدعين، وتتلمذ على يديه الكثير منهم، مؤكدة أنه ترك علامات بارزة في مجال المسرح والنقد وقدمت العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.