أقمشة رقيقة.. كيف وصف رفاعة الطهطاوي ملابس نساء فرنسا؟
عندما سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا ضمن بعثة أرسلها محمد علي عام 1826 لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وأعجب بالحية الباريسية حتى إنه أخذ يصف مناحي الحياة فيها من بشر ومباني وغيرهما في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
مما وصفه رفاعة الطهطاوي ملابس نساء فرنسا، فيقول: ملابس النساء ببلاد الفرنسيس لطيفة بها نوع من الخلاعة، خصوصًا إذا تزيَّنّ بأغلى ما عليهن، ولكن ليس لهن كثير من الحلي فإن حليَّهن هو الحلق المذهب في آذانهن، ونوع من الأساور الذهب يلبسنه في أيديهن خارج الأكمام، وعقد خفيف في أجيادهن، وأما الخلاخل فلا يعرفنها أبدًا، ولبسهن في العادة الأقمشة الرقيقة من الحرير أو الشيت أو البفت الخفيف، ولهن في البرد شريط فروة فيضعنه على رقابهن، ويرخين طرفيه كالمآزر؛ حتى يصل بطرفيه إلى قرب القدمين.
ويضيف الطهطاوي: من عوائدهن أن يحتزمن بحزام رفيع فوق أثوابهن، حتى يظهر الخصر نحيفًا ويبرز الردف كثيفًا، ومن خصال النساء أن يشبكن بالحزام قضيبًا من صفيح من البطن إلى آخر الصدر؛ حتى يكون قوامهن دائمًا معتدلًا لا اعوجاج به، ولهن كثير من الحيل.
ويتابع الطهطاوي: ومن خصالهن التي لا يمكن للإنسان أن لا يستحسنها منهن عدم إرخائهن الشعور؛ كعادة نساء العرب، فإن الفرنسيس يجمعن الشعور في وسط رؤوسهن، ويضعن فيه دائمًا مشطًا ونحوه، ومن عوائدهن في أيام الحر كشف الأشياء الظاهرية من البدن؛ فيكشفن من الرأس إلى ما فوق الثدي، حتى إنه يمكن أن يظهر ذلك من الأمور المخلة عند أهل هذه البلاد، ولكن لا يمكن لهن أبدًا كشف شيء من الرجلين، بل هن دائمًا لابسات للشرابات، الساترة للساقين، خصوصًا في الخروج على الطرق، وفي الحقيقة سيقانهن غير عظيمة أصلًا.