الأكثر خطورة وانتشارًا.. كيف تتكون الأعاصير وهل مصر معرضة لها؟
الأعاصير إحدى أبرز الكوارث الطبيعية التي تخلف ضحايا وآثار سلبية جرائها، وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO فإن كارثة تتعلق بالمناخ أو الطقس قد حدثت يوميًا في المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية، وأسفرت عن مقتل نحو 115 شخصًا وتسببت في خسائر يومية بقيمة 202 مليون دولار.
وتوضح الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، كيف تتشكل الأعاصير وهل تتعرض لها مصر الفترة المقبلة؟.
وقالت شاكر في تصريح خاص لـ القاهرة 24، إن الأعاصير خاصة تلك التي تتكون فوق البحر المتوسط، هي عبارة عن منخفضات جوية بقيم ضغط منخفضة تتكون على البحر المتوسط، وقد أثّرت خلال اليومين الماضيين على اليونان وجزيرة كريت وامتد تأثيرها إلى ليبيا.
وأضافت أن الأعاصير المتوسطية تسببت في نشاط رياح وسقوط أمطار على دولة ليبيا، ولا ترتقي إلى درجة الإعصار وإنما هي منخفض جوي متعمق.
وحسب حديث مديرة مركز الاستشعار عن بعد، فإن الأعاصير تتكون في المحيطات المفتوحة؛ نظرًا لأنها تحتاج إلى مساحات شاسعة من المياه، وتتراوح درجتها ما بين 27:30 درجة مئوية، وتكون عبارة عن منخفض جوي بضغط منخفض يصل إلى أقل من 900 مللي بار.
وتوضح شاكر، أن الإعصار يبدأ في التشكل فوق المحيطات وتتشكل حركته فوقها ويمتد إلى حيث يضرب المدن أو الدول الواقعة على ساحل المحيط.
44% من الكوارث الطبيعية
في تقرير لها عن الكوارث الطبيعية المتعلقة بالطقس والمناخ والمياه، كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO، عن خارطة توزيع الكوارث الطبيعية حول العالم ومدى خطورتها.
وأشار التقرير العالمي إلى أن نحو 44% من الكوارث الطبيعية في العالم ارتبطت بالفيضانات بنسبة 24% للفيضانات النهرية، و14% من الفيضانات العامة، و17% بالأعاصير المدارية.
وأضاف تقرير العالمية للأرصاد الجوية، أن الأعاصير المدارية كانت هي الأكثر خطورة وانتشارًا إلى جانب حالات الجفاف فيما يتعلق بالخسائر البشرية، حيث تسببت في %38 و%34 من الوفيات المرتبطة بالكوارث في الفترة من عام 1970 إلى عام 2019 على التوالي.
وفيما يتعلق بالخسائر الاقتصادية، ارتبط 38% منها بالأعاصير المدارية، في حين تمثل أنواع مختلفة من الفيضانات 31%، هي الفيضانات النهرية (20%)، والفيضانات العامة (8%)، والفيضانات المفاجئة (3%).
ماذا عن مصر؟
تشكُل الأعاصير في المناطق والدول المحيطة من مصر خلال الفترة القصيرة الماضية، كان أخرهم إعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عمان، أثار مخاوف المواطنين من تأثر مصر بها، خاصة في ظل تحديات التغير المناخي.
من جانبها طمأنت الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، المواطنين، موضحة أن مصر لا تطل على محيطات وبعيدة تمامًا عن أماكن تكون الأعاصير.
لكن هناك ما قد يثير الخوف، فبحسب الدكتورة إيمان شاكر، فإن المنخفضات الجوية التي تؤثر على البحر المتوسط من المتوقع أن يمتد أثرها إلى جمهورية مصر العربية، وتتسبب في سقوط أمطار على السواحل والوجه البحري وقد يمتد إلى القاهرة، ويصاحبه نشاط للرياح.
الأعاصير المتوسطية
من جانبها قالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الأعاصير المتوسطية أي التي تضرب البحر المتوسط، هي ظاهرة جوية أو عاصفة، شبيهه بالأعاصير المدارية أو الاستوائية تظهر فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الهيئة أنه في بعض الحالات النادرة وصلت قوة العاصفة إلى قوة إعصار من الدرجة الأولى، لكن حتى في مثل هذه الحالات تعتبر قوة الرياح ليست هي العامل الأخطر على المجتمع، بل يتمثل الخطر الرئيس في الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة.
أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أنه تم التعرّف على الأعاصير المتوسطية وتحديدها في منطقة حوض البحر المتوسط في ثمانينيات القرن العشرين، وذلك بالاستعانة بصور الأقمار الصناعية والتي أظهرت ضغوطًا جوية منخفضة (شبيهة بالاستوائية) تسببت بتشكل عين إعصارية في وسطها.
وتابعت الهيئة: بناءً على ذلك تبيّن أن هذه الظاهرة الجوية ليست نادرة بشكل خاص بل تكررت خلال السنوات السابقة.
وبخصوص التوزيع الزماني والمكاني للأعاصير المتوسطية، أشارت الهيئة إلى أنها تنشط من شهر سبتمبر إلى يناير وتخلو شهور الصيف من تكونه، وعادة ما تتكون غرب البحر المتوسط وتكون نادرة الحدوث في المنطقة الشرقية مثل ما حدث في 24 أكتوبر 2019 وأدت إلى أمطار غزيرة على السواحل المصرية.