العراق يخفض مساحة الزراعات للنصف.. تغيرات مناخية أم بسبب تركيا وإيران؟

قررت وزارتا الزراعة والموارد المائية في العراق، خفض الخطة الزراعية الشتوية بنسبة 50% عن العام الماضي بسبب قلة الإيرادات المائية، وتصل المساحة المخفضة إلى 2.5 مليون دونم (أكثر من 595 238)، وذلك وسط شكوى عراقية مستمرة من أزمة مياه بسب سياسات تركيا وإيران على الأنهار المشتركة.

ولفظت مساحات شاسعة من الأراضي العراقية الخصبة أنفاسها الأخيرة منذ وقت قريب مع تفاقم أزمة المياه في العراق، ففي محافظة ديالي الحدودية مع إيران، والتي يمر عبرها أحد روافد نهر الدجلة المار عبر الحدود، كانت تضم أراض تعتبر الأكثر خصوبة في البلاد، لكن تبدل حالها على وقع أزمة المياه.

ويُعزي خبراء مشكلة العراق إلى الأزمة المناخية، والأوضاع السياسية التي على رأسها تقليل كل من تركيا وإيران لحصص العراق من النهار المشتركة، ويعتبرونها أنهارا قارية وليست قارية وعابرة للحدود، حيث تشكل الأمطار 30% من الموارد المائية للعراق، بينما تشكل مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران 70%.

انتخابات العراق.. هل يتحول تهديد المليشيات إلى صدام مسلح أم محاولة يائسة لمكسب سياسي؟

بعد خسارة قوى إيران.. هل يتغير المشهد السياسي في العراق أم يحدث الصدام؟

واستبعدت وزارة الموارد المائية في العراق، محافظة ديالى من الخطة الزراعية نتيجة انخفاض منسوب المياه في سد حمرين، بسبب قلة الإيرادات المائية، واقتصرت على تأمين المياه للأغراض البستنية ومياه الشرب فقط. 

مخزون المياه لا يكفي

وذكرت وزارة الموارد المائية والري العراقية، أن الموارد المائية بينت بأن المخزون المائي المتاح في السدود والخزانات يكفي لسد احتياجات 2 مليون و500 ألف دونم أي بمقدار تخفيض 50% عن المساحات المقرة للعام الماضي والبالغة 5 ملايين دونم، وذلك نظرا لانحسار الإيرادات المائية والغطاء الثلجي في العراق والمنطقة واحتمالية أن يستمر الانحسار المائي خلال الموسم الشتوي المقبل.

وذكر أنه تم الاتفاق على زراعة هذه المساحة نصف العام الماضي، من أجل استدامة المياه في المخزون المائي المتوفر في السدود والخزانات، ومن أجل ضمان كميات المياه الخام لمحطات الإسالة العاملة في المحافظات كافة، والبستنة للموسم الصيفي القادم.

ومنعت الحكومة العراقية، الزراعة داخل حدود الأهوار والمهارب الفيضانية في محافظات البصرة وواسط وذي قار وديالي وميسان، بسبب شح المياه، ودعت وزارتا الزراعة والموارد المائية، المزارعين للالتزام بالمساحات المقرة بالخطة الزراعية.

تركيا تحجب مياه دجلة؟

في مايو الماضي، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن انخفاض منسوب نهر الفرات بمعدل 5 أمتار لأول مرة في التاريخ، بسبب حجب تركيا لمياه النهر، ومخالفة الأخيرة لاتفاقية وقعتها تركيا مع سوريا عام 1987، حيث يمر النهر من أولا سوريا ثم إلى العراق.

تدفق نهر الفرات عند الحدود التركية انخفض بشكل كبير ولم يتعد يتجاوز 200 متر مكعب في الثانية، وهو يعتبر انتهاكا صارخا للاتفاقية التي تعهدت فيها أنقرة بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية إلى سوريا، ثم تتقاسمها مع العراق.

وتربط العراق وسوريا، اتفاقية أخرى موقعة عام 1989 لتقاسم مياه نهر الفرات المتدفقة من تركيا، ونصت على أن تكون حصة العراق عند الحدود السورية العراقية 58% من مياه الفرات الواردة من تركيا، لكن مع خفض تركيا هذه الكمية إلى أقل من النصف، فإن الإدارة الذاتية شمالي سوريا خفضت هي الأخرى حصة العراق.

أما إيران فقد حولت مجرى بعض الأنهار وتوقفت تدفقها إلى العراق بالكامل، ومن ذلك نهري الكارون والكرخة، حيث أقامت السدود وحولت مجراهما إلى العراق.