اهتمام رئاسي.. كيف تواجه مصر الأنيميا لدى طلاب المدارس؟
تحظى مبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم والسمنة لدى طلاب المدارس باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ أطلقت وزارتا التربية والتعليم والتعليم الفني والصحة، مبادرة المسح القومي لأمراض الأنيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية الحكومية الرسمية والرسمية المتميزة والخاصة.
وتستهدف الحملة نحو 11 مليونا و500 ألف طالب وطالبة، كما تستهدف الحملة طلاب المرحلة الابتدائية فيما يزيد على 22 ألف مدرسة، في 27 محافظة.
وأعلنت اليوم مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بالقاهرة، انطلاق مبادرة الكشف وعلاج أمراض سوء التغذية بالمدارس، وذلك ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن أمراض سوء التغذية والأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس بالمرحلة الابتدائية والتي تستهدف طلاب جميع المدارس بفرع القاهرة وعددهم مليون و300 ألف تلميذ وتلميذة بإجمالي عدد 1600 مدرسة.
وقالت مديرية التربية والتعليم، إنه تتم المتابعة من قبل 120 فرقة عمل من التأمين الصحي بفرع القاهرة، حيث أكد الدكتور أحمد عطا مدير عام فرع القاهرة، ضرورة تعاون كل الأجهزة التنفيذية والتنسيق فيما بينها لدعم المبادرة ونجاحها في الوصول إلى جميع تلاميذ المدارس الابتدائية بكل مدارس القاهرة.
ومن جانبه، أكد محمد عطية مدير المديرية، تعاون فريق العمل بالإدارات التعليمية الـ33 التابعة للقاهرة ومدارسها والمنسقين الصحيين مع الفرق الطبية وتقديم كل التيسيرات وسبل الراحة وتسهيل مهمتهم حرصا على صحة أبنائنا الطلبة ودعما للمبادرة.
وجبات مدرسية مثالية
وقالت الدكتورة دينا مصطفى، الباحثة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث في تصريحات خاصة للقاهرة 24 إن عددا كبيرا من الأطفال المصريين يواجهون أمراض سوء التغذية خلال فترات عمرية مختلفة في مرحلة الطفولة وتعد أبرز هذه المظاهر هي نقص الوزن أو زيادته والهزال، ونقص الفيتامينات والمعادن بالجسم كالحديد واليود، والتي يمكن اكتشافها من خلال بعض التحاليل التي يتم إجراؤها.
وطالبت مصطفى بضرورة متابعة الطفل في مراحله الدراسية المختلفة لمعرفة أسباب أمراض سوء التغذية وعلاجها مع الاهتمام بالوجبات المدرسية المثالية وما يجب أن تحتوي عليه من عناصر مثل الكربوهيدرات والكالسيوم والمعادن والأملاح تلك التي توجد في الخضراوات والألبان والفواكه والجبن مع ضرورة التقليل من الوجبات السريعة والأرز والبطاطس المقلية والمعجنات والمكرونة.
بدائل للفراخ واللحمة
وأكدت الدكتورة ليندا جاد استشاري التغذية العلاجية في تصريحات خاصة للقاهرة 24، على الجهل الغذائي والصحي لدى بعض المواطنين والذي يسبب سوء تغذية، من خلال اتباع الأمهات والأطفال عادات غذائية غير صحية مثل الاعتماد على العيش والفول والطعمية مشددة على أهمية تقديم الخضار والسلطة، والجبن كبديل للبروتينات اللحمة والفراخ، والابتعاد عن اللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة والبلوبيف، لأن لها آثارا صحية سيئة وتسبب سرطانات، بجانب الاعتماد على تقديم الطعام مشويا أو مسلوقا وتقليل القلي والزيوت لتحسين التغذية لدى المواطنين.
ونوهت استشاري التغذية العلاجية، بأن نسبة الأنيميا وفقر الدم والتقزم لدى الأطفال ناتجة عن الاعتماد على الوجبات السريعة والبعد عن الخضراوات كالجرجير والسبانخ.
ونجحت مصر حسب منظمة الأغذية والزراعة خلال العقود الماضية في زيادة الإمدادات الغذائية محليا إلا أنها لم تحقق نفس المستوى في مجال معالجة سوء التغذية والتي لا تزال تشكل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه قضية التنمية.
وتبلغ نسبة التقزم، أي قصر القامة بالنسبة للعمر-وهي مؤشر على سوء التغذية عند الأطفال- أكثر من 20%، كما أن زيادة الوزن والبدانة بين البالغين تصل إلى معدلات مقلقة وتتزايد بين الأطفال، كما أن فقر الدم لا يزال يمثل مشكلة صحة عامة بين الأطفال والنساء في سن الإنجاب.
