زوّج إخوته وعلّم أبناءه بعربة يد.. قصة أقدم بائع قصب ببورسعيد | صور وفيديو
عاش طوال حياته يصارع الزمن من أجل كسب لقمة عيش من الحلال بمحافظة بورسعيد.. إنه عم مصطفى حسن عبد الحميد، البالغ من العمر 55 عاما، التي بدأت رحلته بعد رحيل والده وأخيه، تاركين له ثلاثة من الأخوة، يتحمل مسئولية زواجهم
وظل عم مصطفي يعمل على عربة يد حتى رزقه الله بـ7 من الأبناء، 4 بنات و3 أولاد، واستطاع من خلال العربة أن يعلمهم تعليما عاليا، وأن يحصلون جميعا على شهادات جامعية.
وأصيب عم مصطفى بمرض السكري وبتر أحد أصابع قدميه، وأجرى جراحة في الرقبة، إلا أنه بدأ يحصد نتاج إطعام أبنائه من الحلال، فقد كان عم مصطفى حريصًا على اصطحاب أبنائه معه للعمل على العربة، حتى يتعلمون كيف يحصلون على الرزق الحلال.
وبلغ الحاج مصطفى حسن من العمر 55 عاما ووصل أبناؤه الشباب إلى نهاية مراحل التعليم الجامعي، وبدأوا في تطوير مهنة والدهم على عربة اليد، وذلك لتتناسب مع عام 2021، وتظل تنفق على الأسرة ومصروفات التعليم.
حسن ومحمد، أبناء عم مصطفى، طورا مهنة بيع القصب الذي يحصلون عليه من الصعيد، وأعدوا جهاز تقطيع يدوي يقدمون من خلاله القصب قطعا صغيرة جاهزة للأكل، دون أن يلمسه يد أحد، مستخدمين الجوانتي، وملتزمين بجميع إجراءات الصحة والسلامة.
واستطاع أبناء عم مصطفى أن يحافظوا على ميراث والدهم الذي يتمثل في عربة يد، وتمكنوا من تطوير المشروع، حتى ذاعت شهرتهم بمحافظة بورسعيد، وبات عدد كبير من المواطنين يحرصون على تناول القصب من عربتهم البسيطة، ويطلب البعض الآخر القصب دليفري.
ووجه عم مصطفى، أقدم بائع قصب ببورسعيد، رسالة للشباب بضرورة الاعتماد على النفس والاجتهاد مهما كانت الإمكانيات، مؤكدا أن الله يرزق على قدر التعب، قائلا: الحمد لله 55 سنة شقاء وربنا ساترها وبيرزقني من وسع.
