الحمد لله مستورة.. قصة بائع بطاطا ترك الصعيد سعيا وراء لقمة العيش
يبدأ السعي من منطلق أن لقمة العيش هي السبيل الوحيد لاستمرار الحياة، حتي لو كان ثمن ذلك هو ترك التعليم والتخلي عنه منذ الصغر، والعمل علي عربة بطاطا لتكون مصدر الرزق.
أحمد موسي شاب يبلغ من عمره 19 عامًا، من محافظة سوهاج مركز طما، أجبرته الظروف أن يتخلي عن تعليمه منذ الصغر، ويعمل مع والده ويساعده في البحث عن لقمة العيش.
سافر أحمد إلى ليبيا مع والده وعاش فيها 6 سنوات، حيث كان يقدم الطعام والشاي فقط في البداية، ثم ساعد والده في أعمال المحارة والمونة، وعاد بعد ذلك إلي محافظته سوهاج، وكان يعمل في تقطيع الخشب من الشجر وإرساله إلي المفحمة ليصنع منه الفحم.
اضطر أحمد إلي ترك سوهاج لعدم توافر عمل بها، وتوجه إلي محافظة المنوفية مركز تلا، استمر ثلاث سنوات في بيع التين الشوكي مع والده، وبعد عودة والده إلي سوهاج، فكر في الشيء الغير متاح في تلا لكي يبيعه ويكون مصدر رزقه، وتوصل في النهاية إلي بيع البطاطا.
قصة كفاح شاب يعمل بائع بطاطا
قام أحمد بشراء فرن البطاطا علي عربة متحركة، ومازال مستمرًا في العمل عليها حتي الآن منذ ثلاث سنوات، ولم يكتفي ببيع البطاطا المشوية السادة كما فعل في أول سنة، وإنما طور وشكّل في صنعها لتصبح أنواعًا مختلفة مثل البطاطا بالعسل، والشيكولاتة، وجوز الهند، وصوص الفراولة، والكراميل، ويبيعها علي حسب الطلب فهناك طبق ب 5، 10، 15 جنيه.
يبدأ أحمد عمله علي عربة البطاطا من الثالثة عصرًا حتي الثانية مساءًا علي مزلقان تلا بجانب مدرسة الثانوي، ثم يعمل كغفير في إحدى القاعات حتي التاسعة صباحًا، ويستريح حتي يذهب لعمله وهكذا في بقية الأيام.
يعود أحمد كل فترة إلي سوهاج لرؤية أسرته، ولكي يعطي ما ادخره من أموال لشقيقتيه البنات المسئول عن مصاريفهم، حيث الأولي تبلغ من العمر 16 عامًا، والثانية 11 عامًا.
في نهاية حديثه، يلهج لسان الشاب أحمد بالحمد والشكر لله، على نعمة الصحة والعافية والرزق الحلال، وفي حق البشر يحمل جميلًا لشخص يوفر له المأوى والسكن، الذى يبات فيه يوميًا، والشخص الذي يعينه هو حسام جودة، صاحب القاعة التي يقيم فيها، وقال في حقه "شايلني فوق رأسه وما قصرش معايا في أي حاجة خالص".
