ذاكرة الأمثال.. اصباح الخير يا أعور قال دا شر بايت
تعد الأمثال وذاكرة الشعوب، ومخطئ من يحسب أن استدعاء الأمثال يكون؛ من أجل المزاح أو الضحك وفقط، بل الأمثال إرث الأجداد وتعبر عن عادات ومعتقدات الأمم خاصة الأمم السابقة.
والأمثال أيضا، كثيرا ما تعبر عن المستوى الاجتماعي الذي ينتمي إليه قائلوها، ومن هذه الأمثال قولهم: اصباح الخير يا أعور قال دا شر بايت.
ويفسر أحمد تيمور باشا المثل في كتابه الأمثال العامية أنه: إذا كان صَبَّحَهُ بذكر عيوبه فهو دليل على تحفزه لمخاصمته ومنازعته، ولا يكون ذلك إلا عن شرٍّ أضمره له من الليل، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف بروايته: «صباحك يا أعور، قال: دي خناقة بايتة.
ويوضح أحمد تيمور باشا أنه قريب من هذا المثل قول العرب في أمثالها: «بَكَرَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِر» ويفسر أحمد تيمور باشا ما غمض من ألفاظ المثل فيوضح أن شبوة هو اسم للعقرب ولا تدخلها الألف واللام، وتزبئر أي تنفش، ويُضرَب المثل لمن يتشمر للشر، وكذلك تقول العرب لما يبدو من أوائل الشر: «بَدَتْ جَنَادِعُه» والجنادع: دواب كأنها الجنادب.