من خصالهم محبة الغرباء.. ماذا قال رفاعة الطهطاوي عن طباع الفرنسيين؟
عندما سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، ضمن بعثة أرسلها محمد علي عام 1826 لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، دون الكثير عن بعثته ويصف مناحي الحياة في فرنسا من بشر ومباني وغيرهما في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز، ووما وصفه طباع الناس في فرنسا.
يقول رفاعة الطهطاوي: ومن طباع الفرنساوية التطلع والتولع بسائر الأشياء الجديدة، وحب التغيير والتبديل في سائر الأمور، وخصوصًا في أمر الملبس، فإنه لا قرار له أبدًا عندهم، ولم تقف لهم إلى الآن عادة في التزيين، وليس معنى هذا أنهم يغيرون ملبسهم بالكلية، بل معناه أنهم يتنوعون فيه؛ مثلًا: لا يغيرون لبس البرنيطة ولا ينتقلون منها إلى العمامة، وإنما هم تارة يلبسون البرنيطة على شكل، ثم بعد زمن ينتقلون إلى شكل آخر، سواء صورتها أو لونها، وهكذا.
طباع الفرنسيين
وعن معاملة الفرنساوية للغرباء يقول رفاعة الطهطاوي: ومن خصالهم محبة الغرباء والميل إلى معاشرتهم، خصوصًا إذا كان الغريب متجملًا بالثياب النفيسة، وإنما يحملهم على ذلك الرغبة والتشوف إلى السؤال عن أحوال البلاد، وعوائد أهلها، ليظفروا بمقصدهم في الحضر والسفر.
ويضيف رفاعة الطهطاوي ومن طباعهم الغالبة: وفاء الوعد، وعدم الغدر، وقلة الخيانة، ومن كلام بعض الحكماء: المواعيد شباك الكرام، يصطادون بها محامد الأخبار، وقال آخر: كفر النعمة من لؤم الطبيعة ورداء الديانة.