هل تحشد مصر الجهود العربية والدولية لإنقاذ تونس اقتصاديًا؟
أثارت تصريحات مسؤول تونسي بشأن إمكانية توجه بلاده إلى الخارج، للبحث عن ملاذات مالية، لمُواجهة العجز المالي الذي تشهده الموازنة المالية الحالية، ومن بين تلك الدول التي قدمها المسؤول التونسي لحصول بلاده على الأموال اللازمة لسد احتياجاتها كانت الجزائر.
تونس تلجأ للعرب للخروج من الأزمة
قال نيزار جليدي، السياسي التونسي، إن تونس ستلجأ إلى الأسواق الدولية للحوصل على الاحتياجات اللازمة للخروج من أزمتها الحالية.
وأضاف جليدي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن السعودية والإمارات والجزائر، جاءت في مُقدمة الدول التي قدمّت مُساهمات لإخراج تونس من أزمتها المالية الحالية، مشيرًا إلى أن الدول الثلاثة وضعت ودائع في البنوك التونسية لزيادة الاحتياطي النقدي.
وأوضح أن الرئيس التونسي قيس سعيد، يسعى إلى زيادة التواصل مع الدول العربية لعودة الترابط العربي مُجددًا مع تونس، ويتمثل ذلك في سعيه إلى المشاركة في القمة العربية المقبلة.
أزمة تونس بسبب الفساد
من جانبه، رجّح أحمد الزاودي، السياسي التونسي، أن تونس تعاني من أزمة اقتصادية دائمة بسبب الفساد السياسي ونهب المال العام وابتزاز رجال الأعمال وتهريب العملة.
وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تونس شهدت عجزًا ماليا خلال شهري مايو ويونيو الماضيين تسبب في عجز سداد الأجور، إلا أن البنك المركزي يؤكد قدرته على استكمال السنة المالية عبر مواصلة تسديد القروض أو الإيفاء ببقية التعهدات المالية مما يمكننا من تجنب الذهاب إلى ما يعرف بنادي باريس.
وأشار إلى أن الشعب التونسي دائما ما يتطلع إلى وجود دعم عربي خاصة أن الإخوان يعملون على تشويه صورة تونس أمام المانحين الدوليين ويعيقون خروج تونس إلى الأسواق المالية الدولية.
مصر والأزمة التونسية المالية
ويرى السياسي التونسي، أن القاهرة يمكنها لعب دورًا محوريًا لإنهاء الأزمة المالية في تونس، مشيرًا إلى أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا في مواجهة فيروس كورونا في تونس خلال الأشهر الماضية، من خلال تقديم المساعدات الطبية الممكنة، كما ساعدت في استقرار ليبيا، وهو ماساهم بشكل كبير في استقرار الأمن التونسي.
وأردف أنه من المرتقب أن تلعب مصر دورًا إيجابيًا في دعم تونس للحصول على تمويلات عربية، كما أن المملكة العربية السعودية خصصت جسرًا جويا دائما لدعم تونس، حيث علّق كثير من التونسيين أمالهم على ذلك الجسر لضخ ودائع في البنك المركزي تمنع انزلاق بلادهم في أزمة مالية.
كان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد تحدث في وقت سابق عن وعود مالية عربية خاصة من المملكة العربية السعودية، والكويت والإمارات، للخروج من الأزمة التي يمكن أن تواجه تونس فيما يتعلق بالاحتياجات المالية.
في حين قال عبد الكريم الأسود، مدير التمويل والدفعات الخارجية بالبنك المركزي التونسي، أمس الاثنين، في تصريحات لوسائل إعلامية تونسية، إنه جار العمل من قبل مصالح وزارة المالية والبنك المركزي، للحصول على موارد من الدول الخارجية، لتغطية احتياجات الميزانية الحالية
كما اعتبر الأسود، أن تخفيض ترقيم تونس من قبل وكالات التصنيف الائتماني وآخرها موديز سيجعل من مسألة الخروج على الأسواق المالية الخارجية للاقتراض أمرًا صعبًا للغاية وبنسب فائدة مُرتفعة جدا، مؤكدا أن الأسواق العالمية تسعر المخاطر التونسية بهامش يقدر بـ 15% لسنتين.
ورجح مدير التمويل والدفعات الخارجية بالبنك المركزي التونسي، لجوء بلاده إلى الجزائر للحصول على موارد مالية، لتغطية احتياجات الميزانية، موضحا أن تمويلات الجزائر إلى تونس منذ الثورة، بلغت ما يعادل 600 إلى 700 مليون دولار.