الشافية.. قصيدة للشاعر شريف أمين
شريف أمين شاعر مصري من مواليد الإسماعيلية 1986، تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، صدر له ديوان مررت على هذه الأرض، عن دار الثقافة والنشر بالشارقة، وله تحت الطبع ديوان بعنوان الذي في انتظارنا.
حصل على عدة جوائز، منها جائزة لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة لأفضل مجموعة شعرية، وهذه قصيدة له بعنوان الشافية.
قصيدة الشافية للشاعر شريف أمين
يا راحتي الأولى ورُوحِي الثانية
قَلْبِي يدُقُّ على حروفِ القافية
اشتقْتُ..
والأشواقُ دِينُ محبَّةٍ
لا تُبْتَلَى فيهِ القلوبُ سواسِية
حمَّلْتُ ذاكرةَ الغيابِ وداعَهَا
لتظلَّ ذاكرةُ الحضورِ كَمَا هِيَهْ
في كلِّ يومٍ لا أراكِ بِهِ..
أَرَى قلْبِي يُحَدِّثُـنِي
بأنَّكِ آتيـة
ويَمُرُّ جنْبِي الناسُ:
يا ونَّاسَنَا
عيناكَ لا تبْكِي
ورُوحُكَ باكِية!
إنَّا نـرَاكَ كأنَّ حزنَكَ شوْكةٌ في القلبِ
لا تَنْسَى الغرامَ وناسِيَهْ
ماذا أصابَكَ
يا حكيمَ مُصَابِنا
حتى امتَثََلْتَ إلى الجنونِ طَوَاعِية؟!
ويقـولُ قائِلُهم:
حَرَامَ عُيُونِهَا
ألقتْـكَ في الضراءِ غيْرَ مُبَالِيَة!
لوْ أنهمْ علِمُوا الحقيقةَ أبْصَرُوا
وتقبَّلُوا موتِي بنفْسٍ راضِيَـة
بينِي وبينَ القلْبِ
سِرُّ أميرةٍ
تُبْلِي بداءِ الحُبِّ..
وهْيَ الشَّافِية
أنثى على عجَلِ الخيالِ
تزُورُنِي
وتَدُوسُ في قلْبِي المُعَذَّبِ
حافِيَة
تأتي
كما تأتي القصيدةُ حُرَّةً
تمضي..
فتتْبَعُها الدموعُ الجارِية
مِنْ بينِ أبوابِ الجحيمِ
خِصَامُهَا
لَوْ أنَّ أبوابَ الجحيمِ
ثَمَانِيَـة
...
يا طَلَّـةَ الأحلامِ مَِنْ شُبَّاكِهَا
وقُطُوفُها للنَّاسِ ليسَتْ دانِيَة
لُقْيَاكِ مُعْجِزَةٌ،
وهجْرُكِ مُعْجِزٌ
ويداكِ لا تطْغَى
وحُسْنُكِ طاغِيَة
وأنا بأرضِ اللهِ
كلَّ دقيقةٍ
أَصْلَى بهذا البُعْدِ نارًا حامِيَة
في كل ناحيةٍ أرَى قنَّاصةً
لا تأمنُ الضرَباتِ منهم ناحية
قناصةٌ للرُّوحِ إلا أنَّهُمْ
يتوافدونَ على القلوبِ زبانية
والحبُّ لم يمنَحْ محبًّا فرصةً
لِيُعِدَّ أسلحةَ الفراقِ الكافِيَة