طالب إعدادي يشوي الأسماك ببورسعيد: برد الجميل لعمتي ونفسي في تليفون | صور وفيديو
مصطفي فرج مصطفي حمدان طالب بالصف الثاني الإعدادي تركته أسرته بعد انفصال الأبوين وهو ابن 12 شهرا، ليعيش مع عمته، التي يناديها بـ ماما، ويظل في بيتها حتي اليوم.
عملت السيدة شيماء فرج علي رعاية مصطفي منذ الصغر، وكانت حريصة علي حسن تربيته وتعليمه، والإنفاق عليه، بالرغم من أنها ربة منزل فقيرة ليس لديها مصدرًا للزرق سوى معاش قليل تحصل عليه من الحكومة.
لم تئن العمة التي تحولت لأم ذات مرة من تربية مصطفي، وجعلته مثل أبنائها وبذلت قصاري الجهد لإسعاده رغم الفقر، وحاولت أن تلبي طلباته مثل زملائه حتى لا يشعر بغياب والديه.
بلغ مصطفى من العمر 13 عاما وقرر أن يبحث عن مصدرا للرزق لمساعدة عمته الفقيرة في مصروفات المنزل، وبالفعل ذهب إلى عم سيد الذي يقوم بشوي الأسماك علي فرش بسيط في حي الزهور في منطقة عثمان بن عفان، وعمل معه على مدار العامين.
مع قدوم المدارس، قلق الطالب من ضياع عمله الذي يساعد به في الإنفاق على الأسرة، لكن عم سيد تحمل ظروف الدراسة وقبل أن يعمل معه الطالب بعد انتهاء اليوم الدراسي، محافظا على دروس ومدرسته.
يقف مصطفى صاحب الـ 15 عاما علي خط النار يشوي الأسماك بعد وضعها في الردة، ويقوم بعد ذلك بتمليحها ووضعها في غلاف من الورق والفوم، قبل تقديمها للزبائن، وذلك بالرغم من صغر سنه، ومع استيقاظه من النوم في السابعة من صباح كل يوم للذهاب للمدرسة.
يقول مصطفى إنه بالرغم من صغر سنه إلا أنه حريص أن يرد الجميل إلي السيدة التي ربته ووقفت معه على مدار 15 عاما، وبات يعتبرها أمه، مؤكدا أنه يتحمل التعب وحرارة نار الفرن الذي يشوي عليه الأسماك من أجل لقمة عيش من الحلال.
ويلتقط عم سيد صاحب الفرش أطراف الحوار ليؤكد على قصة معاناة مصطفى الذي تركه والداه منذ أن كان ابن عام واحد، ويؤكد أن عمته تحملت مسئوليته وقامت بتربيته بالرغم من فقرها وقلة حيلتها.
وتابع عم سيد، أن مصطفى يتحمل معه المسئولية ويعمل بجد، مؤكدا أن رزقهما على الله، وأنه يعمل معه كل يوم بعد عودته من المدرسة، ويأكلان لقمة عيش حلال من هذا الفرش البسيط.
وطالب عم سيد الجهات المعنية بمساندة الأسرة الفقيرة والوقوف بجانب الطالب مصطفى وعمته الفقيرة، وذلك لتوفير حياة كريمة لهم.
من جانبه أكد مصطفى أنه يعطي كل المبلغ الذي يحصل عليه لعمته من أجل دفع الجمعية التي ينفق منها على المدرسة، وكذلك شراء ملابس له ولأخوته من عمته، ومساندة العمة في مصروفات الحياة.
بساطة مصطفي جعلت مطالبه تتمثل في هاتف محمول مثل باقي زملائه، قائلًا: أنا نفسي في تليفون محمول زي أصحابي ومش معايا فلوس أشتريه وبصراحة نفسي فيه أوي ومش عاوز حاجة تانية.