من ضحية الحجاب لعضوية الجماعة إرهابية.. القصة الكاملة لـ إيزيس صيدلانية الشرقية
واقعة غريبة لكنها تؤكد على حقيقة واحدة لا غبار عليها؛ أن السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي باتت أزمة كبيرة تُهدد أمن واستقرار وثقافة المواطنين، وأنها قادرة على قلب الحقائق وإظهار الباطل في صورة الطرف المغلوب على أمره، والذي يستنجد بأجهزة الدولة لنجدته من أزمة صنعها بنفسه وعاث في الأرض فسادًا عبر وسائل التواصل والـ بث المباشر المغلوط بصورة كبيرة، لكن أعين جهات التحقيق في النهاية تؤكد على أن بين صفوف أبناء الوطن من يستطع الحفاظ على ثوابته وردع المخالف كان من كان.
هذا ما برهن عليه قرار جهات التحقيق العليا، بحبس الصيدلانية إيزيس لمدة خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات؛ بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية وبث ونشر أخبار كاذبة ومغلوطة، وذلك في أعقاب حديثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحرير محضر رسمي تتهم فيه زميلتها بمقر عملها بالوحدة الصحية بقرية كفر عطا الله التابعة لمركز الزقازيق بالاعتداء عليها بالضرب لعدم ارتدائها الحجاب.
المحضر رقم 38399 إداري مركز شرطة الزقازيق لسنة 2021، قالت خلاله إيزيس إنها تعرضت للضرب والاعتداء من جانب زميلتها أمينة، صباح يوم الأربعاء 29 سبتمبر الماضي، بدعوى عدم التزامها بارتداء الحجاب، -على حد وصف الصيدلانية- قبل أن تزج بالدين في الموضوع والحديث ومحضر الاتهام.
مساء الأحد 10 أكتوبر الجاري، وأثناء حلولها ضيفًا على أحد البرامج عبر إحدى الفضائيات، فوجئ الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، بمقدم البرنامج يتحدث عن واقعة انتشار مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي لـ صيدلانية تُدعى إيزيس، تؤكد خلاله تعرضها للضرب والإهانة لعدم ارتدائها الحجاب، ليُعقب محافظ الشرقية بأن باب مكتبه مفتوحًا لاستقبال الصيدلانية المُعتدى عليها عصر اليوم التالي، وهوّ ما حدث، وحضر الجلسة الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، والدكتور عصام أبو الفتوح، نقيب الصيادلة بمحافظة الشرقية.
في ختام الجلسة، قال الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، إن الواقعة قيد التحقيق من جانب النيابة العامة، قبل أن يشير إلى نقل طرفي الواقعة إلى العمل خارج الوحدة الصحية التي يعملان بها، وسط تأكيد من جانب غراب على أن المكان الذي نُقلت إليه إيزيس كان من اختيارها هيّ، ما يؤكد على أن الصيدلانية نجحت بصورة أو بأخرى في كسب تعاطف المسؤولين واحدًا تلو الآخر، حتى باتت هي الضحية التي يبحث الجميع عن إنصافها قدر ما يستطيع، لكن تأتي الرياح لتُعيد الأمور إلى نصابها وتهدم كلمات الكذب التي سطرتها صاحبتها سطرًا تلو الآخر.
تصدرت إيزيس محركات البحث وبات الجميع يبحث عن لقاءها واستضافتها، وفي القاهرة 24 كنا أول من تحدث معها آنذاك، لكنها امتنعت في البداية، وبعد ساعات من لقاء المحافظ، صرحت بأن المنزل الخاص بها في حالة (كركبة) وأنها ستكون متاحةً للحديث عبر بث مباشر مع مراسل القاهرة 24 مساء اليوم التالي، لكن في اليوم التالي تغيرت الحجة بعدما رفضت أن تُجيب على هاتفها لعشرات المرات، قبل أن تشير في النهاية إلى أن والدتها قد أصيبت بـ أزمة قلبية، وأنها تمكث رفقتها في المستشفى، لكن بعد ساعات خرجت في حديثٍ لها عبر تقنية زووم بإحدى القنوات الفضائية المعروفة لتتحدث في الواقعة وتزيد من الشعر بيتًا بأنها كانت قد تعرضت للضرب حتى أصيبت بإغمائها، وأن التنمر الذي تتعرض له كان قد بدأ قبل الاعتداء -على حد قولها، بخمسة أشهر مضت.
عاود مراسل القاهرة 24 الحديث إلى الصيدلانية للاستفسار عن السبب الذي جعلها تحنث بوعدها، لكنها أكدت على أنها تُريد الظهور عبر تقنية زووم دون غيرها، وحين أخبرناها بالاستعداد تهربت من جديد.
تواصلنا مع الطرف الآخر (الموظفة أمينة)، التي أشارت إلى كذب الصيدلانية وأنها من اعتدت عليها وليس العكس، قبل أن تشير إلى أن الجروح التي ظهرت بها الصيدلانية وأظهرتها في حديثها على أنها جراء التعدي ما هي إلا بثور قديمة في وجهها.
أمينة قالت لـ القاهرة 24، إن والدة الصيدلانية ساومتها لأجل دفع خمسون ألف جنيهًا مقابل تنازل ابنتها وتصالحهما في مركز الشرطة، وهوّ ما رفضته أمينة، وأوضحت أن سبب التعدي من البداية من جانب الصيدلانية أنها (إيزيس) اعتادت التأخر عن مواعيد العمل الرسمية، وحين رفضت الموظفة الحيد عن ضوابط العمل ما كان لها إلا أن افتعلت الواقعة وكالت لها الاتهامات، لكن أمينة أكدت كذلك ثقتها في إنصافها من جانب القضاء، في أمنية بدت اليوم وكأنها كانت دعوة عرفت طريق السماء وقتها.
وقبل ساعات، أصدرت جهات التحقيق العليا، قرارًا بحبس الصيدلانية إيزيس لمدة خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات؛ بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية وبث ونشر أخبار كاذبة.
