انطلاق المفاوضات النيابية.. ما مصير الكاظمي في رئاسة الحكومة العراقية الجديدة؟
كانت تصريحات قادة التيار الصدري في العراق قبل الانتخابات التشريعية، تشير إلى سعيهم لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، لكن مع ظهور النتائج بدا من الصعب أن ينفرد الصدريون وحدهم بهذه الخطوة، لحصدهم 73 مقعدا جعلتهم في صدارة الكتل السياسية، لكن رغم ذلك يظلون بعيدين عن رقم الأغلبية وهو 165 نائبا.
ودخل التيار الصدري، في مفاوضات مع كتل سياسية مختلفة ممثلة في البرلمان، من خلال لجنة شكلها لهذا الغرض، بهدف التحالف مع كتل أخرى قال إنها ستكون متوائمة مع اتجاهاته، سعيا لتحقيق الأغلبية وتشكيل الحكومة الجديدة وتسمية رئيسها، وفي ظل هذه الأوضاع الحالية يبقى مصير مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء الحالي، متأرجحا، وهو الذي يوصف بأنه الأفضل بين جميع حكومات ما بعد 2003 والاحتلال الأمريكي للعراق.
ويقول الدكتور عبد الكريم الوزان، الباحث في مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية، إن التيار الصدري، يمتلك شعبية واسعة وقادر على تحقيق الأغلبية والوصول إلى تشكيل الحكومة الجديدة وتسمية رئيس الوزراء، مشيرا إلى أن حكومة الكاظمي ستكون إلى جانبه، بالإضافة إلى بعض التيارات الأخرى، كما أن القوات الأمنية والعسكرية بها نسبة كبيرة من التيار الصدري.
وتابع في تصريحات لـ القاهرة 24: نعم سينجح الصدر من خلال المفاوضات في تسمية رئيس وزراء جديد، متوقعا أن تخلف شخصية أخرى مصطفى الكاظمي، الذي لن يستمر في رئاسة الحكومة الجديدة، لأن مهمته كانت الوصول من مرحلة إلى أخرى، وفق قوله.
لكن مصير الكاظمي، يظل متأرجحا حتى اللحظة ورهن اتفاق الأطراف السياسية المختلفة وتوافقها على استمرار في رئاسة الحكومة، وفقا لرأي المحلل السياسي العراقي الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية.
وقال العزاوي، لـ القاهرة 24، إنه في حالة اعتراض إيران وحلفائها على شخصية الكاظمي، فإن الكتلة الأكبر في البرلمان ستسمي شخصية أخرى غير معروفة لرئاسة الحكومة الجديدة، لكنها ستسير على نفس نهج الكاظمي، الذي أثبت أنه أقوى رؤساء الحكومة وأكثرهم نزاهة وثقة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، وفق قوله.
وأشاد العزاوي بحكومة الكاظمي في عملها على إعادة العراق دولة قوية مرة أخرى ولاعبا فاعلا على المسرح الدولي وفي محيطه الإقليمي، مضيفا أن الكاظمي شخصية مقبولة لدى الجميع داخليا وخارجيا، وحتى لو تم تغييره فإن خليفته سيسير على خطاه.
أما الدكتور عبد الكريم الوزان، فيرى أن الإشادة التي حظيت بها حكومة الكاظمي، سببها أنها كانت الأقل سوءا من سابقاتها، وهو ما أظهرها بمظهر المتميزة عن غيرها، خاصة بعد وقوفها إلى جانب الثوار وتحركها ضد الفساد، لكن إجراءاتها لم تكن كافية.
وعن الحكومة القادمة، توقع أن تكون هناك نتائج كبيرة لكن الشعب لن يعطيها ثقته بسهولة، وسيمنحها فترة زمنية انتظارا للنتائج.