يأكلون خبزًا بـ 35 مليون فرنك.. ماذا قال رفاعة الطهطاوي عن طعام أهل باريس؟
عندما سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، ضمن بعثة أرسلها حاكم مصر محمد علي باشا عام 1826 لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، سجل مما رأى وسمع خلال هذه البعثة، وحرص على وصف مناحي الحياة في فرنسا من بشر ومبانٍ وغيرهما في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريس، وما وصفه في هذا الرحلة من طعام الفرنسيين.
يقول رقاعة الطهطاوي: أعلم أن قوت أهل المدينة هو الحِنطة - يقصد القمح، وهي في الغالب صغيرة الحبوب، إلا إذا كانت منقولة من البلاد الغريبة فيطحنونها في طواحين الهواء والماء، ويخبزونها عند الفران فيُباع الخبز في دكانه، وسائر الناس لها مرتب يومي تشتريه من الخباز، وذلك توفيرا للزمان والاقتصاد فيه؛ نظرا لأن سائر الناس مشغولون في أشغال خاصة؛ حيث إن صناعة العيش في البيوت تشغلهم.
ويضيف الطهطاوي: عادة الفرنساوية الأكل في طباق، كالطباق العجمية أو الصينية، لا في آنية النحاس أبدًا، ويضعون على السُفرة دائمًا أمام كل شخص شوكة وسكينًا وملعقة، حيث تكون الشوكة والملعقة من الفضة، ويرون أنه من النظافة، ألا يمس الشخص الشيء بيده، فلكل شخص طبق وكل طعام له طبق، وأمامه قدحا ليصب فيه ما يشربه من، ثم يشرب فلا يتعد أحدًا على قدح الآخر.
ويوضح الطهطاوي: يكثر في باريس شرب الشاي عقب الطعام؛ لأنهم يقولون إنه هاضم للطعام، ومنهم من يشرب القهوة مع السكر، وفي عوائد أغلب الناس أن يفتتوا الخبز في القهوة المخلوطة باللبن، ويتعاطوها في الصباح.
تكلفة مأكولات أهل باريس
ويحصي الطهطاوي ما يأكله الفرنسيون فيقول: الغالب أن ما يقطعه أهل هذه المدينة من المأكل والمشارب كل سنة يكون هذا تقريبه، فمن الخبز ما تزيد قيمته على 35 مليونًا من الفرنكات، وتأكل من اللحوم نحو 81 ألف ثور، و430 ثورًا، ومن البقر نحو 13 ألف بقرة، الضأن 470 ألف كبش، الخنازير الوحشية والأهلية نحو 100 ألف خنزير، السمن بنحو 10 ملايين من الفرنكات، ومن البيض 5 آلاف فرنك.