غارات وضربات جوية وسقوط مدنيين.. آبي أحمد يواصل ضرب تيجراي والجبهة ترد
تتصاعد الحرب في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية برئاسة رئيس الوزراء، آبي أحمد من جانب وجبهت تحرير تيجراي من جانب آخر، وصلت لدرجة الغارات والضربات الجوية ومقتل المدنيين، رغم مرور أكثر من عام على اندلاعها.
وعلى الرغم من تحذيرات المجتمع الدولي وتهديداته بفرض عقوبات على نظام آبي أحمد بسبب الأوضاع الإنسانية التي وصلت إليها مناطق متعددة في إثيوبيا، إلا أن رئيس الوزراء الإثيوبي والجيش لا زالا مستمرين في ضرب مناطق متعددة في منطقة تيجراي.
غارة جوية ثانية
وكشفت صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية عن وقوع غارة جوية ثانية على عاصمة تيجراي ميكل اليوم الأربعاء، حسب ما ذكرت مصادر إنسانية.
وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، في إفادة صحفية في جنيف، أمس الثلاثاء، إن الأطفال الثلاثة قُتلوا وأصيب شخص واحد في غارة جوية.
ورفضت الحكومة الفيدرالية في البداية الاعتراف بشن ضربات جوية، لكن الإذاعة الحكومية أكدت بعد ذلك أن القوات الجوية كانت الأهداف عبارة عن محطات اتصال كانت تستخدمها جبهة تحرير شعب تيجراي، في اعتراف رسمي بشن ضربات جوية.
ولم تعلق الحكومة الفيدرالية الإثيوبية حتى الآن على الضربات الجوية لو تنجح وسائل الإعلام الدولية من التحقق من الوضع في تيجراي بشكل مستقل من الأخبار بسبب حجب الاتصالات.
تيجراي ترد
وفي سياق متصل، وجهت الحكومة الإثيوبية اتهامات لجبهة تحرير تيجراي بقتل على الأقل 30 من المواطنين بالمدفعية الثقيلة في هجوم على مدينة وتشالي في جنوب وللو بإقليم أمهرا وكذلك مركز تشفرا في إقليم عفر.
وقال مسؤول حكومي إثيوبي إن تيجراي ارتكبت جرائم في إقليمي عفر وأمهرا عقب سحب قوات الدفاع الأثيوبية من مدينة مقلي بوقف إطلاق النار من جانب واحد أعلنته الحكومة الأثيوبية.
وذكر وزير خدمات الاتصالات الحكومية الإثيوبي ليجيسي تولو أن تيجراي قامت بهجوم واسع في عدة جبهات في مدينتي وتشالي وتشفرا في إقليمي أمهرا وعفر على التوالي، مضيفا أن الهجمات قد شنت في المناطق المذكورة باستخدام دروع بشرية، من ضمنهم الأطفال وكبار السن.
وحسب الوزير الإثيوبي فإن تيجراي قتلت نحو 30 من المواطنين الأبرياء، مستخدمة المدفعيات من 20-30 كيلومتر في مدينة وتشالي في إقليم أمهرا وتشفرا في إقليم عفر.
اتهامات متبادلة
وهذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها التي توجهها الحكومة الإثيوبية إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، لكن على الرغم من ذلك فإن المجتمع الدولي يوجه اتهامات لآبي أحمد رئيس الحكومة الفيدرالية بأعمال إبادة في تيجراي.
وفي سياق متصل، هاجم مهاري تاديل مارو، باحث إثيوبي وأستاذ بمعهد الجامعة الأوروبية، المجتمع الدولي لصمته على المجازر التي يرتكبها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ضد شعب تيجراي.
باحث إثيوبي يهاجم آبي أحمد
أكد الباحث الإثيوبي عبر حسابه الرسمي على تويتر، أن شعب تيجراي يفهم أن التيجراي تُركت لتدافع عن نفسها، مضيفا أنها أدت دورها ونجت من هجمات ضخمة سابقة، وسوف تنجو من هذا الهجوم أيضًا، عارٌ على الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول الأعضاء القيادية في الاتحاد الأوروبي الذين لن يتصرفوا إلا عندما تنهار المنطقة من الداخل.
وأضاف الباحث مهاري تاديل مارو، أن المجتمع الدولي بتقاعسه عن العمل قرر أن يجلس ويراقب ارتكاب الإبادة الجماعية، وقد يكون هذا بسبب واحد أو مجموعة من الأسباب على رأسها أن هناك أمل دائم في أن ينتصر نظام أديس عسكريًا وأن يتم سحق المقاومة الشعبية التيجراي بطريقة ما.
وذكر قائلا: لا يمكن أن يسود النظام في أديس دون ارتكاب إبادة جماعية ضد التيجراي؟ أم أن المجتمع الدولي يرضخ للإبادة الجماعية حتى يستمر النظام الذي يفضله؟ إنه لمن العار أن المجتمع الدولي فشل تماما في الاضطلاع بمسؤوليته.
المساعدات الإنسانية
ويعيق أبي أحمد وصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي بحجة أنها تساعدهم على الحرب ضده، حيث قامت إثيوبيا مؤخرا بطرد 7 مسؤولين أممين بتهمة مساعدة تيجراي وهو ما أثار أزمة على المستوى الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وطالب الباحث الإثيوبي بعدم خضوع وصول المساعدات الإنسانية للمفاوضات، مؤكدا أنه يجب أن تظل منفصلة وخالية من أي شروط مسبقة.