طبق محشي.. آخر أمنيات منتحر أرض اللواء عائل أسرته الوحيد
لم يهتم الشاب محمد البالغ من العمر 40 عاما بأن العمر قد جرى به ولم يتزوج، ولكن كان الهدف الأساسي له هو إسعاد أشقائه الثلاثة وتلبية متطلباتهم، بعد أن تركهم أشقاؤه الأكبر منه سنا وانشغل كل منهم بأسرته، حيث كان يخرج كل يوم على رزقه ولم يتعرض يوما لأي شخص، ولكن إصابته في عمله جعلت حياته تنقلب رأسًا على عقب، بعد أن أجرى جراحة تركيب شرائح ومسامير في قدمه، جعلته يجلس داخل منزله 4 أشهر، غير قادر على مساعدة أشقائه، أدت إلى دخوله في عزلة تامة وأقدم أخيرا على الانتحار منذ يومين.
نفسي أكل محشي
نفسي آكل محشي.. بهذه الكلمات بدأت إحدى شهود العيان حديثها مع القاهرة 24 وقالت إن الشاب محمد عبد الجيد قبل ذهابه إلى المسجد طلب من شقيقته أن تحضر له طبق محشي، لأنه كان يشتهي هذه الأكلة منذ فترة، وبعد أن توجه إلى صلاة العصر عاد إلى منزله وأغلق على نفسه باب شقته، ما أدى إلى تعجب شقيقته ولكن بعد لحظات توجهت إلى غرفته وعندما تأخر على في الرد دفعت الباب لتجده ملقى على الأرض به ذبح بالرقبة وبجانبه السلاح الأبيض المستخدم (سكين).
وأضافت عندما سمعت صراخا داخل منزله، لتهرول متوجهة إلى منزل الضحية، وظنت في البداية أنها المشاجرة التي كانت في ذات اليوم على أول الشارع، واعتقدت أن صوت الصراخ بسببها، ولم تتخيل أن الشاب ذبح نفسه حيث وجدته بعد أن ذهبت إلى المنزل ملقى على الأرض يحتضر وسط بركة من الدماء، وبه ذبح في منطقة الرقبة، ودون تفكير سحبت طرحتها من على ر أسها ووضعتها مكان الجرح وظلت تلقنه الشهادة حتى فاضت روحه.
وتابعت حسب رواية كل أهالي المنطقة أنه شاب مهذب يقيم رفقة أشقائه، حيث ينفق عليهم من عمله، وهو العائل الوحيد لهم بعد ما تخلى عنهم أشقاؤهم وأصبح كل شخص يهتم بأسرته وأبنائه وظل شقيقاته يلومنه وينتحبن، والدموع تنهمر في أعينهم لماذا فعلت ذلك وإلى من ستتركنا، وغيرها من عبارات الرثاء.
وفي نفس السياق قال أحد شهود العيان يدعى صبري هندي، جار الضحية، الذي أكد أن بداية الواقعة عندما سمع صراخا يخرج من منزله ليهرول متوجهًا إلى منزل الضحية؛ فوجده ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وبه ذبح في منطقة الرقبة، وكان ما زال حيًا لكنه يحتضر، وعندما سأل شقيقتيه أجابتا بأنه نزل من غرفته يحمل سكينًا، وفي غمضة عين يرد كلمات: سمحوني الحمل زاد عليا ويذبح نفسه.
وأضاف شاهد العيان أن شقيقتيه ظللن يصرخن حتى اجتمع الجيران ووضعت إحداهن قماشة على رقبته ولقنته الشهادة، وطلبن سيارة الإسعاف، وبعد أن انتقل إلى المستشفى لقي مصرعه؛ بسبب الجرح النافذ في الرقبة.
وتابع الشاهد أن محمد المتوفى غير متزوج ولديه 7 من الأشقاء هو أوسطهم يعول منهم ثلاثة، حيث زاد الحمل عليه وأصبح لا يعمل بسبب إصابته في أثناء عمله؛ الأمر الذي جعله يمكث داخل منزله 4 شهور يتلقى العلاج، وبعد ذلك عمل لمدة شهرين ثم عاد للجلوس داخل منزله في الفترة الأخيرة، وكان في حيرة وضيق شديد بسبب تحمله عبء إجراء عملية جراحية لشقيقته والأخرى تحتاج للتقديم إلى إحدى المراحل التعليمة.
وتلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا بذبح محمد عبد الجيد 40 عاما نفسه قبل صلاة مغرب اليوم الاثنين؛ ما أدى لمصرعه.
وانتقل فريق من الأمن ورجال المباحث مكون من العميد هاني درويش مأمور قسم العجوزة والمقدم مصطفى خليل مفتش مباحث القسم والرائد محمد مجدي رئيس المباحث والنقيب مصطفى عبد الستار معاون المباحث إلى محل الواقعة لإجراء التحريات، وتبين أن شابا انتحر بذبح نفسه؛ ما أسفر عن مصرعه بعد وصوله إلى مستشفى الموظفين بإمبابة.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأشارت التحريات إلى وجود شبهة انتحار لمرور الشاب بأزمة نفسية، وحرر محضر بالواقعة وتولت جهات التحقيق الواقعة.
