كنت فاكرة إني بحلم.. قصة أول معيدة مريضة بالضمور العضلي بتجارة الزقازيق
وضعت هدفها نصب عينها منذ عامها الأول بكلية التجارة جامعة الزقازيق لتحققه وتكون الأولى على قسمها على مدار أربعة أعوام، حتى أصبحت الأولى على مستوى دفعتها، لتؤكد أنه لا توجد إعاقة مع الإرادة.
يارا نبيل، معيدة بكلية التجارة جامعة الزقازيق، أصيبت بمرض وراثي منذ أن بلغت الثانية عشرة من عمرها، وهو مرض الضمور العضلي، لكنه لم يقف حائلًا أمام تحقيق حلمها في دخول كلية التجارة والتعيين معيدة بها.
القاهرة 24، يسرد قصة يارا نبيل وتفاصيل تفوقها في التعليم، على الرغم من إصابتها بالمرض.
قالت يارا إنها حصلت على مجموع أعلى من 90% في الثانوية العامة، ولم تلتحق بطلاب الدمج، حيث كانت تتغلب على صعوبات الكتابة وتتمرن عليها من حين لآخر، لذلك لم تكن تحتاج إلى مرافق بالامتحانات.
وأعربت يارا خلال حديثها لـ القاهرة 24، عن حبها لكلية التجارة وفرحتها بالالتحاق بها، وتخصصت بقسم الإحصاء، حيث وضعت هدفها منذ يومها الأول وهو أن تكون الأولى على قسمها، مؤكدةً: طلعت الأولى على الدفعة كلها مش القسم بس.
أوضحت يارا أنها لم تكن شخصية اجتماعية في البداية بما يكفي لتكوين صداقات جديدة، ولكنها تخطت حاجز الخوف والرهبة، لتكوّن صداقات منذ أسبوعها الأول بكلية التجارة، وذلك بمساعدة زملائها، وأساتذة الكلية، حيث كانت لا تتردد في سؤالهم ليختفي شعور الخوف لديها تمامًا.
وأكدت يارا أن معاملتها من قبل دكاترة الكلية كأي طالب عادي، فلم تجدهم ينظرون لها نظرات شفقة أو حزن، مشيرةً: بالعكس كنت شايفة نظرة تشجيع وحماس وفخر في عيون الدكاترة لأن فيه حد موجود وبيكافح.
تذهب يارا إلى الكلية في سيارة مخصوص من منيا القمح كل يوم ذهابا وعودة، حيث لم يمكنها مرضها من ارتياد المواصلات العامة، وأحيانًا تذهب مع زميلتها من نفس الجامعة ومن نفس بلدها، وخلال وجودها بالكلية لم يقصر زملاؤها في مساعدتها على صعود ونزول السلالم أو في أي احتياجات أخرى.
قالت معيدة كلية التجارة إنها ظلت أربعة أعوام تحقق الترتيب الأول على قسمها حتى جاءت نتيجتها في عام تخرجها، فلم تصدق أنه سيتم تعيينها معيدة بكلية التجارة، إلا بعد طمأنة الدكاترة لها حيث أكدوا أنها حصلت على أعلى الدرجات وبالتالي تعيينها هو أمر طبيعي.
تلقت يارا مكالمة هاتفية من عميد الكلية يخبرها بأنها الأولى على دفعتها بالكامل، وأعربت يارا عن أنها لم تكن تتوقع ذلك رغم تمنيها هذا الأمر والدعاء به، مضيفةً: مكنتش مصدقة وكنت فاكرة إن أنا بحلم وهفوق من الحلم.
أعربت يارا عن حماسها ببدء التدريس للطلاب لمساعدتهم مثلما كان يفعل معها الدكاترة، مؤكدةً: متشوقة أوي أبدأ أشرح للطلبة، حيث تم تعيينها نهاية العام الماضي، فلم تتمكن من الشرح للطلاب، وإنما شاركت في عملية التصحيح.
لن تقف يارا عند هذه النقطة في حياتها، فقالت لـ القاهرة 24 إنها تنوي تحقيق حلم آخر
باستكمال رسالتي الماجستير والدكتوراه، مؤكدة: قبل ما أتعين وأمضي الجواب قررت أكمل التمهيدي وفعلا، خلصته في نفس السنة وحاليا بجهز الماجستير.
