الصرع الليلي مرض مزمن يصيب الكبار والأطفال بهذه الأعراض
الصرع الليلي أو ما يطلق عليه صرع الفص الجبهي الليلي هو أحد أشكال نوبات الصرع التي لا تحدث إلا في فترات النوم، حيث تتدهور الإشارات الكهربائية التي تتواصل بها خلايا الدماغ مع الأعصاب والعضلات فيتم إرسال إشارات كثيرة جدًا، أو إشارات قليلة جدًا يصاحبها نوبات الصرع، ومنها الصرع الليلي الذي نوضح أعراضه وعلامات الشفاء منه في السطور التالية.
الصرع الليلي
الصرع الليلي يختلف عن الصرع النفسي لأن الأول مصدره خلل في كهربائية الدماغ، بينما الصرع النفسي مصدره خلل نفسي في الحياة، وعندما يتم تشخيص أحد الأفراد بنوبات صرع أثناء النوم بنسبة 90% فإنه يكون في هذه الحالة مصاب بالصرع الليلي، مع العلم أن نوبات الصرع تصيب جميع الأشخاص على مختلف الأعمار والأعراق، ولا يتم تشخيص الإصابة بالصرع إلا إذا تعرض المصاب لنوبتين على الأقل بين كل نوبة والأخرى فترة 24 ساعة.
يحدث الصرع في جميع الأوقات سواء بالنهار أو الليل، إلا أن نسبة من الأشخاص يتعرضون له أثناء النوم فقط وهو ما يسمى بالصرع الليلي النقي، حيث يحدث لدى هؤلاء تغيير في النشاط الكهربائي للدماغ عند التنقل بين مراحل النوم المختلفة، ففي حالة اليقظة تكون موجات الدماغ ثابتة بشكل نسبي كبير، على عكس مراحل النوم التي يتغير فيها نشاط الدماغ، حيث التنقل من اليقظة إلى النعاس، ثم التنقل من النعاس إلى النوم الخفيف وبعدها التنقل إلى النوم العميق إلى نوم حركة العين.
الصرع أثناء النوم
45% من الأشخاص المصابين بالصرع يتعرضون لنوبات تشنجية خلال النوم، وثُلث هذه النسبة تتطور لديهم نوبات الصرع ليتعرضوا لها في اليقظة أثناء النهار، مع العلم أن الصرع أثناء النوم يحدث في مراحل النوم الأولى ويرافقه خطر حدوث الموت المفاجئ، ومن المحفزات على الصرع أثناء النوم التعرض لفترات طويلة من قلة النوم، والتعرض للتوتر النفسي، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
الصرع الليلي عند الأطفال
يصيب الصرع كبار السن والأطفال بصفة خاصة، إلا أن غالبية إصابات الأطفال يتم شفائها من الصرع ببلوغهم سن المراهقة، وغالبا ما يختلط الامر على الأمهات بشأن الصرع الليلي عند الأطفال وبين احتمالية إصابتهم بالرمع العضلي، وهو ما يتعرض له حديثي الولادة والرضع ليرتعش فيه الجسم لا إراديًا حتى يبدو الطفل كما لو كان مصابًا بالصرع.
قد يصعب تشخيص الصرع الليلي عند الأطفال لعدم إدراك الطفل بحالته أثناء النوم، وهو ما يستدعي ضرورة مراقبة الآباء خصوصا للأطفال الذين تبدو عليهم تغيرات سلوكية أو جسمانية واضحة، وفي كل الأحوال لا ينبغي على الإطلاق حرمان الطفل من النوم حتى لا يتأثر نموه وانتباهه، مع العلم أن النوبات الليلية قد تحدث في النهار إذا قرر الشخص أن يأخذ غفوة عند شعوره بالنعاس في أي وقت.
أعراض ما قبل نوبة الصرع
لا يعرف المصاب بالصرع حقيقة تعرضه للنوبة أثناء النوم، إلا أن هذه النوبات يصاحبها الشعور بالصداع بعد الاستيقاظ مع احتمالية وجود كدمة في الجسم، أما أعراض النوبة ذاتها للكبار والأطفال تتمثل في الآتي:
- السقوط من على السرير.
- عض اللسان.
- إصدار أصوات غير طبيعية.
- البكاء دون سبب.
- تشويش الذهن.
- ارتعاش الجسم.
- صعوبة التحكم في التبول.
- الشد العضلي.
- الاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ.
- ضيق التنفس.
- هز الرأس وفقدان الوعي.
- ارتجاف رموش العين بشكل سريع قبل حدوث النوبة.
علامات الشفاء من الصرع
الصرع من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها بشكل سريع، ولكن تناول الأدوية مع المتابعة الطبيعة يحسن حالة مريض الصرع، ويمكن لاستئصال بؤرة الصرع في الدماغ بالجراحة أن تؤدي إلى نتائج فعالة في عدم التعرض لنوبات الصرع مدة 10 سنوات متتالية.
تتمثل علامات الشفاء من الصرع في التعايش مع المرض بتلقي أدوية علاج الصرع التي تنظم النوبات بنسبة 70% دون علاجها نهائيًا، مثل دواء كاربامازابين Carbamazapine، توبيراميت Topiramate، وفالبروات الصوديوم Sodium valproate، وهو ما يوصف بروشتة طبية فقط.
هناك طرق طبية أخرى تساعد مرضى الصرع على تقليل النوبات لديهم بنسبة 40%، وتتمثل في تركيب جهاز تحت الجلد عند منطقة الصدر، بحيث تتصل الأسلاك في هذا الجهاز بالعصب المبهم في الرقبة، ليقوم بإرسال طاقة كهربائية من خلال العصب المبهم إلى الدماغ لتحفيزها على تقليل النوبات.
أما تدابير الوقاية للشفاء من الصرع دون آثار جانبية يتمثل في الآتي:
- النوم على سرير منخفض لا يحاوطه أثاث ثقيل.
- وضع سجاد ناعم بجوار السرير لاحتمالية سقوط المصاب أثناء النوبة.
- إبعاد الأباجورة أو مصابيح الطاولة أو أي كهرباء أخرى من جانب السرير.
- الاعتماد على تركيب أجهزة مراقبة الصراع الليلي والتي تفعل الإنذار لإنقاذ المصاب.
- ضرورة وضع المصاب على إحدى جانبيه أثناء تعرضه للنوبة دون تقييده.