الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من محاسبة إلى معلمة لـ50 طفلًا.. قصة صاحبة فكرة إنشاء مدرسة خاصة لذوي الهمم بسبب بنتها

مدرسة لذوي الهمم
تعليم
مدرسة لذوي الهمم
الخميس 21/أكتوبر/2021 - 04:51 م

الجهد المتواصل وتحدي الظروف هما مفتاح إطلاق قدراتنا الكامنة.. تتجسَّد هذه الجملة في أم لأربعة أولاد، من ضمنهم بنت من ذوي الهمم، التي تقبلت واقعها وقدَّمت ما بوسعها من أجل ضيفها الجديد الذي يحتاج لمعاملة خاصة، وقد قادها هذا التحدي إلى التضحية بأشياء كثيرة منها ترك عملها، فهي محاسبة بإحدى الشركات؛ حتى أنشأت مدرسة خاصة لذوي الهمم تضم 50 طفلًا حتى الآن، وانتشرت فكرتها بشكل قوي.

وفي حديثٍ خاصٍ مع القاهرة 24، كشفت صاحبة الفكرة «إيمان»، التي تسكن بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، تفاصيل فكرة إنشاء مدرسة خاصة لذوي الهمم، بعدما كانت جملة الحمد لله شعار المرحلة الذي ساعدها على تعلم مهارات مختلفة، من أجل رعاية ابنتها والاهتمام بآخرين يُعاونون من الأزمة نفسها.

الدنيا وقتها مكنتش زي دلوقتي.. هكذا علقت إيمان على الأوضاع التي واجهتها مع ابنتها عند بلوغها سن دخول المدرسة، فلم تكن هناك إلا مدرستي دمج فقط على مستوى الجمهورية، وبدأت المشكلة في بُعد المدرسة، حيث كانت تضطر يوميًا للذهاب لحي الظاهر بمصر القديمة.

ولم يكن بُعد المدرسة العائق الوحيد لتعلم ابنتها من ذي الاحتياجات الخاصة، غير أنها بدأت تلاحظ أن المناهج غير متخصصة لتعليم ذوي الهمم، حيث إنها وجدت أنها لم تختلف عن الدراسة العادية في شيء؛ ومن هنا وجدت إيمان نفسها أمام اختيارينِ لا ثالث لهما، إما أن تكون ابنتها من طلبة التربية الفكرية التي لم تجد أي فائدة مرجوة منها، أو أن تتوقف عن تعليمها؛ وهو الأمر الذي رفضته بشكل قطعي.

وبدأت فكرة إنشاء مدرسة خاصة لذوي الهمم تلمع في عقلها لتعليم ابنتها، وتقول الأم عن ذلك: مكنش ينفع متتعلمش زي إخواتها، هي مش أقل من حد؛ الأمر الذي شجّعها على هذه الخطوة أنَّ حارس العقار، الذي يعمل في نطاق منطقتها، لديه 3 فتيات من ذوي الهمم يحتاجن إلى الرعاية، فأنشأت فريقًا أطلقت عليه اسم «التحدي لذوي القدرات الخاصة»، وكشفت أنها بدأت في 2010 بـ6 أطفال (أبطال) وحاليًا معها 50 بطلًا، وبعد تشكيل الفريق كانت الخطوة الأولى لتحقيق حلمها وهي توفير مكان لهم، فذهبت لمدير مركز شباب الهرم، واقترحت عليه الفكرة ولم يعارض.

دورات خاصة للتعامل مع ذوي الهمم بشكل صحيح

أما بالنسبة لطريقة تعاملها معهم، فقد كشفت صاحبة الفكرة أنها تخلت عن مجال دراستها للتجارة، واتجهت للدورات الخاصة بتعليم طرق التعامل مع ذوي الهمم؛ لتفهم الأسلوب الأنسب في التعامل معهم، وأكملت: علمتهم في البداية الطريقة الصحيحة للإمساك بالقلم، وبعدها كيف نلون ونرسم، وكُنا نغني ونرسم، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية البسيطة، ثم طبعنا بعض الأوراق التي تعرفهم على النشاط، لتعلمهم كيف يتعاملون مع المجتمع وينخرطون فيه بشكل صحيح، وبالتدريج بدأت الناس تسمع عن النشاط وبسبب ارتفاع جلسات ذوي الاحتياجات الخاصة، ووجدت الفكرة ترحيبًا كبيرًا، وانتشرت الفكرة بشكل جيد لدرجة أنها وجدت فرقًا أخرى بأسماء مختلفة.

أنشطة خاصة بذوي الهمم
أنشطة خاصة بذوي الهمم
أنشطة خاصة بذوي الهمم
أنشطة خاصة بذوي الهمم

اللبس الموحد خطوة لا بد منها لهذا السبب

فكرة اللبس الموحد لا علاقة لها بالتشبه بالمدارس، هكذا وضحت إيمان أن سبب ارتداء الفريق الخاص بها زيًا موحدًا، فمع زيادة الأعداد ووجودهم في أماكن مختلفة مثل القصر الثقافي أو بعض النوادي كان عليها أن تحرص على ظهور الأطفال بشكل جيد يليق بهم.

ووجدت أن هناك أطفالًا يرتدون ملابس رثة؛ ما جعلهم يشعرون بالحرج أو التعب النفسي، ومن هنا قررت أن يكون هناك زي موحد عليه شعارهم الخاص، وتقول: جمعت مني ومن إخواتي وأصحابي اللي حبوا يشاركوا وجبت للولاد كلهم لبس واحد.

ألف يد تمد المساعدة

ومنذ اللحظة التي بدأت فيها إيمان تنفيذ هذه الفكرة، تحاول تخفيف العبء المادي عن الأهالي، ولكن أكثر ما يشغل تفكيرها وتحاول توفيره بكل الطرق الممكنة هو علاج الديباكيين الخاص بالسيطرة على نوبات الهلع التي تصيبهم، وعلى الرغم من ارتفاع سعره، فإنه غير متوفر بشكل كبير.

وتقول: في المرتبة الثانية يأتي الحليب الخاص بالأطفال والحفاضات، خاصة بعد معرفتها أن هناك أهالي يستخدمون الحفاضات التي يعاد تدويرها، مؤكدة أن رزقهم يأتي عن طريقنا ليس أكثر فهناك أشخاص يساعدون بعض الأسر بشكل غير دائم؛ ولكن عند احتياجهم، نجد ألف يد تمد المساعدة.

توفير احتياجات ذوي الهمم
توفير احتياجات ذوي الهمم

الخير يحاوطني بفضلهم 

عشمانة أنهم يأخدوا بإيدي للجنة.. هكذا اختتمت إيمان حديثها مع القاهرة 24، حيث أكدت أنها بعد أن كانت أمًا واحدة للبنت من ذوي الهمم أصبحت أمًا لـ50 طفلًا، مضيفة أنها لا تجد أي صعوبة في التعامل معهم ولا يشكلون لها أي عبء، بل تشعر بأنَّ ربنا ميسر عليها حياتها وأسرتها بفضلهم.

جوائز ذوي الهمم
جوائز ذوي الهمم
فعاليات احتفالاتهم بالمناسبات
فعاليات احتفالاتهم بالمناسبات
تابع مواقعنا