هل الحلف بالقرآن يقع كالحلف بالله؟.. الإفتاء تجيب
انتشر الحلف في أوساط المسلمين، وأصبحوا يستخدمونه، ويكثرون منه في صغائر الأمور وعظائمها، بحاجة أو دون حاجة، حتى صار مألوف بين الناس وغير مستنكر، والحلف: هو تقوية وتأكيد أحد طرفي الخبر، بذكر الله تعالى.
وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء المصرية على أحد الأسئلة التي وردت إليها، والتي تتضمنت هل الحلف بالقرآن العظيم كما الحلف بالله تعالى، بحيث ينعقد به اليمين ويأثم الحانث به وتلزمه الكفارة أم لا؟
وجاء الرد على موقعها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الحلف بالقرآن يُعدُّ يمينًا كالحلف بالله، ويلزم الحانث فيه الكفارة، ويأثم إن حلف به كاذبًا؛ لأن القرآن كلام الله، والكلام صفةٌ من صفاته تعالى.
وأضافت حسب ما جاء في التراث الإسلامي: أن الأئمة الثلاثة، مالكًا والشافعي وأحمد، وعامة أهل العلم قد ذهبوا إلى أن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله يمين، وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أن الحلف بالقرآن ليس بيمين.
وأضافت أيضا: وقال أبو حنيفة وأصحابه ليس بيمين ولا تجب به كفارة، فمنهم من زعم أنه مخلوق، ومنهم من قال لا يعهد اليمين به. ولنا أن القرآن كلام الله وصفة من صفات ذاته فتنعقد اليمين به، وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾: أي غير مخلوق.
وتابعت: علل شمس الأئمة السرخسي، كون الحلف بالقرآن ليس يمينًا، بأن الناس لم يتعارفوا الحلف بالقرآن؛ فقد جاء في المبسوط 7/24 ما خلاصته أنه: إذا قال: والقرآن لا أقربك لا يكون مُولِيًا؛ لأن الناس لم يتعارفوا الحلف بالقرآن، والمعتبر في الأيمان العرف، فكل لفظ لم يكن الحلف به متعارفًا لا يكون يمينًا.