مجهودي مرحش هدر.. باحثة مصرية تروي مغامرة اكتشافها حفرية عمرها 34 مليون سنة
منذ نعومة أظافرها وهي تهوى الاكتشافات والبحث عن كل ما هو جديد وفريد، التحقت بكلية العلوم قسم جيولوجيا وأثبتت كفاءتها وشاء القدر أن يفتح لها بابًا آخر لتصبح أحد أعضاء فريق سلام لاب المتخصص في علم الحفريات الفقارية في مصر، إنها شروق الأشقر الباحثة المصرية التي ذاع صيتها في الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اكتشافها حفرية سفروتس خلال رحلة إلى الفيوم، والتي يرجع عمرها إلى 34 مليون سنة.
مغامرات الفيوم
منذ التحاق شروق بفريق لاب بقيادة الدكتور هشام علام، استطاعت أن تكتسب المزيد من الخبرة من خلال الرحلات الاستكشافية إلى الفيوم وصحاري مصر للحصول على العديد من العينات من خلالها.
ورغم مشقة البحث في الصحراء، لكن شعور الباحثة المصرية كان دائمًا مليء بالتحدي والمغامرة والإثارة والشغف؛ لتحمل الظروف القاسية التي تتواجد بالصحراء سواء في فصلي الشتاء والصيف.
تقول الأشقر لـ القاهرة 24، مجال الحفريات متعلق بدراستي والبحث الخاص باكتشاف السفروت، بدأت العمل به منذ 3 سنوات وهو بحث دولي منشق من رسالة الماجيستير الخاصة بي، هدفه تسجيل نوعا جديدا من القوارض لم يكتشف من قبل.
حكاية بحث السفروت
ويعتبر طرانيميز سفروتس، أحدث الاكتشافات الحفرية، وهو جد الفئران التي تعيش حاليًا في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، والذي سكن غابات الفيوم الاستوائية منذ 34 مليون سنة.
وعن سبب التسمية تقول شروق الأشقر: يضم اسم «قطراني-ميز سفروتس» ثلاث مقاطع؛ جاء مقطع «قطراني» نسبة إلى جبل قطراني مكان الاكتشاف والذي يقع في مدينة الفيوم على بعد 15 كيلومتر من بحيرة قارون، أما مقطع «ميز» فيعني فأر باللغة اللاتينية، و«سفروتس» من "سفروت" وهو مصطلح دارج في العامية المصرية يعبر عن شيء صغير الحجم، إذ لا تتجاوز جمجمة هذا الكائن 1.5 سم، ووزنه 40 جرام تقريبًا.
وتحكي الأشقر أن الاسم كان من اقتراح عالم الحفريات المصري «هشام سلام» المشرف على الدراسة وقائد الفريق البحثي.
صعوبات سفروتس
وتكشف الباحثة المصرية عن الصعوبات التي واجهتها أثناء البحث وأبرزها صعوبة فحص العينات بسبب صغر حجم الحفرية ودراسة التفاصيل لذلك قامت بدراسته من خلال صور ثلاثية الأبعاد ليسهل عليها مجال الدراسة للمقارنة بينه وبين القوارض الأخرى.
الصبر كلمة سر النجاح
وترى الأشقر أن بفضل الدكتور هشام سلام استطاع البحث العلمي أن يخرج إلى النور، خصوصًا أنه دائمًا كان يدعمها ويسعى معها باستمرار للوصول إلى مراتب عُليا لتحقيق إنجازات في علم الحفريات.
كما تروي الباحثة المصرية شعورها بعد انتشار البحث على السوشيال ميديا وتقول: «مكنتش مصدقة.. هو بجد أنا قدرت اعمل الإنجاز ده بعد 3 سنين من الصبر والدراسة وشعرت وقتها أن مجهودي مراحش هدر ومشواري تكلل بالنجاح، خصوصًا أن مجموعة من المجلات العملية أشادت بالبحث العلمي بالبحث الخاص بالسفروت وأبرزها المجلة العلميةteer j ، بالإضافة إلى تصدر اسمي في الجرائد العلمية والصحف العالمية والتليفزيونات المختلفة.