فيلم ريش وسمعة مصر
زمان أهالينا قالولنا مثل شعبي لطيف بيقول اللي ييجي في الريش بقشيش، بس النهاردة ريش ده اسم عمل فني فيلم مصري حصل على عدد من الجوائز الدولية، وأهمهم جائزة بهرجان كان السينمائي الدولي.
كل ده عادي بس اللي مش عادي إن الفيلم شارك في مهرجان الجونة السينمائي وعند عرض الفيلم انسحب عدد من الفنانين من صالة العرض منهم شريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق؛ اعتراضًا على الفيلم وطلعوا تصريحات إنه مسيء لمصر أو إنه بيشوه سمعه مصر.
سمعت الخبر واتعصبت، إزاي فيلم ضد مصر يتعرض في مهرجان كبير زي مهرجان الجونة وكأننا بنبروز عمل فني بيشوه سمعه مصر، ولكن فكرت هو الفيلم بيتكلم عن إيه ولقيت إن اللغط السائد بسبب الفيلم إن الفيلم بيصور بطلة من العشوائيات من أسرة فقيرة! طب إيه؟! بس كده يعني الفيلم مش طالعين يشتموا في مصر يعني وبيقولوا أكاذيب أو جايبين قصص مفبركة.
والإجابة لأ، طب إيه يشوه سمعه مصر لو الفيلم بيتكلم عن الفقر أو حياة العشوائيات؟ ولا هى العشوائيات موجودة في مصر بس ومفيش فقراء غير عندنا؟! وهو أمر غير صحيح تماما، فأكبر الدول في العالم توجد بها مناطق عشوائية وفقيرة ويمكن بصورة أسوأ من الموجودة بمصر فإيه المشكلة.
أحد النجوم المنسحبين الفنان شريف منير سبق وشارك فيلم الكيت كات، واحد من علامات السينما المصرية بيتكلم عن الفقر والعشوائيات ومن السينما الحديثة فيلم حين ميسرة، اللي قدم صورة أكثر سوادا في تناول الحياة بالعشوائيات ورغم ذلك لم يتم منعه.
ومفيش فيلم ممكن يهز صورة مصر أو يشوه سمعتها فالعالم كله بيتكلم عن التجربة المصرية الحالية في تطوير العشوائيات وتغيير حياة الملايين من ساكني العشوائيات ونقلهم من مناطق خطرة غير أدمية لمناطق أمنة مجهزة ومطورة وخمس نجوم
واللي حرق دمي أكتر من الهجوم علي الفيلم خبر على صفحات الأخبار عن تحرك برلماني عاجل ضد فيلم ريش لمحاسبه أبطاله، فيلم يسئ لمصر، خبر زي ده هو اللي ممكن يأثر عن صورة مصر بره ويرسل رسائل غلط عن حرية التعبير في مصر.
فخلوني أقولها تاني مفيش فيلم بيسيء لبلد خاصة لو بلد كبيرة وعظيمة زي مصر سمعته عظيمة من 7000 سنة والفقر مش تشويه للسمعة وموجود في كل دول العالم بنسب متفاوتة والعشوائيات موجودة في أكبر دول العالم.
ولو حابين نرد على الفيلم ده صح ما دام شايفينه بيقدم جانب سيئ من الواقع في مصر، يبقي نقدم فيلم عن الناس اللي حياتها اتغيرت بعد ما تم تطوير العشوائيات ونقلهم لمناطق آمنة، هو ده أفضل رد على الفيلم بفيلم زيه يوصل لنفس الجمهور ويوصل رسالة إننا بلد بتحترم حياة الإنسان وبنطور ونجدد ونغير في واقع بقاله أكتر من 30 سنة محدش حاول يغير فيه إلا دلوقتي وبقي من حق كل مواطن إنه يعيش، حياة كريمة.
