اليمن غير السعيد.. الصومال قبلة اليمنيين للبحث عن بصيص أمل
وطني هو أمني وأماني، هذه هي الجملة التي يتداولها اغلب العرب في التعبير عن حبهم لأوطانهم لما توفره لهم من أمن وأمان ومستقبل يعيش فيه أولادهم برخاء وعزة نفس.
اليمن، أو كما يطلق عليه اليمن السعيد أو أرض الأنبياء، وصل بشعبه الحال في عدم الشعور بالأمن إلى مغادرة البلاد مهما كانت العواقب، حتى لو وصل به الأمر إلى الهجرة لدولة تعاني من الجفاف والفقر والعديد من الأزمات الأخرى مثل الصومال.
وثّق التلفزيون الصومالي وصول مركب يقل مهاجريين يمنيين هربا من الحرب التي انتهكت كل معاني الإنسانية، ولم يصبح هناك مفر للشعب اليمني إلا ترك البلاد في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي وما ترتكبه من مجازر.
وقد يبدو الوضع في الصومال متأزمًا ولكن الدول العربية لا تنسى أشقاءها، وإنْ كانت بمساعدات بسيطة تبرز أبسط معاني الأخوة.
فايد دحان، الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، قال إن الوضع الذي آلت إليه اليمن بفعل انقلاب سلالة بني هاشم أحال حياة اليمنيّ إلى جحيم، فتاهت الخيارات بين بقائهم تحت ظل حكمهم الكهنوتي أو النزوح لمناطق تقصفها صواريخهم الإيرانية أو الهروب لدول متاحة تنهشها الحروب مثل الصومال.
وأضاف فايد الدحان، في تصريح لـ القاهرة 24، أصبحنا نعيش بين خيارين أحلاهما علقم، يموت اليمني في كل الأحوال مشردا حتى وهو في وطنه أو بين أمواج البحار أو في صحاري البلدان، والصومال أصبح أحد الخيارات أمام كثير من اليمنيين، لأن أبناء الصومال يبادلون الحب والاحترام لليمني الذي استضافهم طيلة العقود الماضية.
وتابع: هناك استقرار نسبي للصومال جعلها قبله لليمنيين، وأحد خياراتهم، ولكن مهما كان الوطن الآخر جميلا وهادئا لا يحظى بجزء من جمال الوطن الأصلي.
وأضاف الدحان، تخنقني العَبرات وانا أشاهد اليمني مشردا بأصقاع الأرض تتخبطه أهوال النزوح بينما يغادر جنتين عن يمين وشمال بفعل إجرام عصابة تدعي الحق الإلهي بالحكم كونها من آل البيت، فيفر اليمنيون من جهل عصابة آل البيت لتعليم أولادهم، لأن المنهاج الإيراني أصبح يفخخ عقول أبنائنا داخل اليمن.
ويفضل البعض النزوح لأرض الصومال؛ لأن تكاليف العيش هناك أقل من بقية عواصم الدول الأخرى، ومع كل هذا تبقى خيارات مرة مهما كان جمال العواصم التي نلجأ لها بعيدًا عن جمهورية ودولة مثل اليمن.