بين الحلال والحرام والضرورة الطبية.. زراعة كلى خنزير داخل إنسان تثير الجدل طبيًا ودينيًا
نجح فريق من الأطباء الأمريكيين في زراعة كلى خنزير داخل جسم إنسان، ما يمثل حدثا علميا كبيرا، حيث ربط الجراحون تلك الكُلى وراقبوها وهي تبدأ في العمل، ورأى البعض هذه التجربة بارقة أمل لدى الملايين حول العالم، كما أنها ستحل أزمة نقص المتبرعين حول العالم.
وتباينت الآراء حول فشل أو نجاح تطبيق هذه التجربة من المنظور الطبي والجراحي، كما اختلفت أيضًا إجازتها أو تحريمها من المنظور الديني، وتجلى ذلك فيما هو آتٍ:
الجراحة تتوقع فشل التجربة حتمًا
واختلف الأطباء المصريون حول مصير تلك التجربة، حيث رأى الدكتور سامر محمود، استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية، طب قصر العيني، أن هذه التجربة نجاحها صعب عمليًا.
وأضاف سامر، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن التجربة مصيرها الفشل؛ نظرًا لعدم توافق الأنسجة واختلاف الأجهزة المناعية، بالإضافة إلى احتمالات حدوث التهابات.
وأوضح الجراح أن عملية نقل الأعضاء لإنقاذ حياة إنسان، لا بد أن تكون من غيره متوفى أو حي ما دامت الجراحة لا تؤثر في حياته، وذلك وفقًا للقوانين والتشريعات وأيضًا الحالة الصحية، لكن تجربة نقل عضو حيوان لإنسان مصيرها الفشل حتمًا.
الطب البيطري يجد بارقة أمل في نجاح التجربة
ويرى الدكتور أحمد رمضان، الجراح البيطري، أن التجربة التي تتمثل في نقل كلى خنزير إلى جسم إنسان، تمت على مريض متوفى دماغيًا، وهذا لا يعد دليلًا على نجاح التجربة، ولكن قد تنجح على أحدهم وتفشل على آخر.
السبب وراء نجاح تجربة زراعة كلى خنزير داخل إنسان
ووفقًا لتحليله، تمت العملية من خلال إزالة جين من الـ DNA الخاص بكلية الخنزير ليتم زراعتها في جسم الإنسان ويتقبلها بسهولة، وهذا هو السبب وراء تأدية أدائها الوظيفي بشكل طبيعي.
9 ملايين مريض بالفشل الكلوي حول العالم
وهناك تقريبًا نحو 9 ملايين مريض حول العالم يُعانون من مرض الكلى، ويخضعون إلى الغسيل الكلوي أو زراعة العضو، في المقابل يوجد نحو 90 ألف متبرع فقط، وبالتالي هناك الكثير ممن يتألم ويحتاج إلى علاج دائم، بدلًا من عذاب غسيل الكلى، فإذا نجحت تجربة الأطباء، بالتأكيد سيُرحب بها العالم، حسب قول الجراح البيطري.
بعض الخيوط المستخدمة في الجراحة أصلها حيواني
في حين أن معظم الخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية سواءً بشرية أو بيطرية تكون مصنوعةً من خلايا حيوانية، بالإضافة إلى الشرائح والمسامير، إلا أن حيوان الخنزير عليه جدل ديني كبير، نظرًا لتحريم تناول لحمه بشكل صريح في كتاب الله القرآن الكريم.
هل الخنزير لحمه فقط المحرم أم أعضاؤه أيضًا؟
وتقول الآية الكريمة بسورة المائدة: حُرّمتْ عليْكُمُ الْميْتةُ والدّمُ ولحْمُ الْخنزير وما أُهلّ لغيْر اللّهِ به؛ وعليه؛ قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر الشريف، إن من أتى بحيوان الخنزير سواء كان لحمه أو بأحد أجهزة جسمه؛ فهو آثم.
وأوضح، في حديثه لـ القاهرة 24، أن ما فعله الأطباء الأمريكان من استئصال كلية خنزير وزرعها داخل جسم إنسان؛ لا يجوز شرعًا.
حديث الرسول الكريم (ص)
ويقول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ لم يجعَلْ شفاءَكُم فيما حرَّمَ عليكُم، ويُعني أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاء الأمة فيما حُرِّمَ عليها.
رأي مخالف.. الشريعة الإسلامية حرمت أكل لحم الخنزير فقط
واختلفت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، عن الآراء السابقة، حيث رأت أن الشريعة الإسلامية حرمت تناول لحم الخنزير فقط، ولكن لا يوجد تحريم في استخدام عضو من أعضائه، إذا كان الهدف منه شفاء المرضى.
