محادثات دستور سوريا.. خيبة أمل جديدة واتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة بإفشال المحادثات
بعد آمال باقتراب وضع مسودة الدستور السوري الجديد، تعرضت الجولة السادسة من الحوار للجنة مناقشة الدستور السوري في جنيف، للفشل رغم تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون، حول إيجابية الأجواء قبل جولة الحوار السادسة، وتوقعه بإحراز تقدم باتجاه وضع مسودة الدستور.
واعتبر بيدرسون أن الجولة الحالية من اجتماعات اللجنة الدستورية، فشلت وكانت مبعث خيبة أمل كبرى، قائلا: لم نتوصل إلى أي تفاهمات بشأن المبادئ التي نوقشت في الجولة الحالية من اجتماعات اللجنة الدستورية.
وانتهت جولة الحوار السادسة من المحادثات حول الدستور السوري، دون التوصل إلى أي صيغة مشتركة بين وفود النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني، وهم مكونات لجنة صياغة الدستور السوري الجديد.
وقال وفد الحكومة السورية إنه قدم ورقتين كمبادئ للدستور الجديد تأخذ بعين الاعتبار طموحات الشعب السوري وتعالج واقعه، تتعلقان بسيادة سوريا ووحدة أراضيها وبمعالجة الإرهاب والتطرف، فيما قدم وفد المعارضة ورقة أخرى لمبادئ الدستور ولم يتفق الطرفين على أي مبادئ خلال الحوار.
اقتراحات للنظام والمعارضة لم تجد التوافق
وقال أحمد الكزبري، رئيس الوفد السوري الحكومي في اجتماعات لجنة مناقشة الدستور بجنيف، إن الوفد جاء إلى جولة الحوار السادسة برغبة صادقة وروح إيجابية لعمل كل ما يمكن من أجل إنجاح هذه الجولة، مشيرا إلى طرح مبادئ تعكس طموحات الشعب السوري وهواجسه، وفق قوله.
وذكر أنه قدم ورقة حول سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها” وورقة أخرى حول “الإرهاب والتطرف، مضيفا أنه شرح مضمون هاتين الورقتين وأجاب على التساؤلات التي أثارها البعض حولهما.
وفي المقابل قدم وفدا المعارض والمجتمع المدني اقتراحاتهما لمبادئ الدستور، لكن لم يتم التوافق على أي مبادئ، لتفشل الجولة في إحراز أي تقدم نحو البدء في صياغة المبادئ في المسودة الدستورية.
وقال هادي البحرة، الرئيس المشترك للجنة الدستورية رئيس وفد المعارضة، إن وفد الحكومة السورية لم يقدم أي ورقة للتوافق خلال جولة التفاوض الحالية، من المبادئ التي نوقشت سابقا، معتبرا أنه لا توجد رغبة لدى النظام السوري بالتوصل إلى حل سياسي.
فيما وصف رئيس الوفد الحكومي اقتراحات المعارضة السورية، لمبادئ الدستور بأنها كانت منفصلة عن الواقع وتعكس في بعض جوانبها أفكارا خبيثة وأجندات معادية - وفق وصفه - التي قال إنها تتمثل في تشريع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتبرير ودعم الإجراءات القسرية غير المشروعة التي أدت إلى إفقار الشعب السوري وتعميق معاناته، إضافة إلى تشريع الاحتلالين التركي والأمريكي.
اتهامات متبادلة بإفشال الحوار
واتهم كلا الطرفين الحكومي والمعارضة، الآخر بمحاولة إفشال المفاوضات حول مبادئ الدستور وعدم الخروج بأي نتيجة، لكنهما أكدا في الوقت نفسه استمرار الانخراط في المحادثات وعمل اللجنة.
وقال رئيس وفد المعارضة هادي البحرة إن الانسحاب من اجتماعات اللجنة الدستورية لن يخدم الثورة، ولن يوقف سفك الدماء في سوريا، داعيًا إلى زيادة الضغط الدولي على النظام لتفعيل العملية السياسية.