أسباب الصداع المستمر.. وهل يمثل خطرا على المصاب؟
أسباب الصداع المستمر أو الصداع اليومي المزمن هو موضع بحث الكثير من الأشخاص رجال ونساء، حيث الاحساس بنوبات متكررة من الصداع في مختلف الأوقات، سواء كان الصداع النصفي، أو صداع التوتر، أو أي نوع آخر من أنواع الصداع، إلا أن أكثر ما يميز الصداع المستمر هو تواصل الشعور به مدة أسبوعين في الشهر الواحد، مع تكراره على مدار ثلاثة أشهر متتالين، وهو ما يستوجب ضرورة معرفة أسبابه، فإلى التفاصيل.
أسباب الصداع المستمر
قبل توضيح أسباب الصداع المستمر لا بد من التنويه بأن هذا الصداع يمكن أن يصاب به الكبار والأطفال، ويتمثل في أوجاع الرأس المختلفة وفقا لنوع الصداع، مع العلم أن الصداع المستمر هو ما يتواصل الإحساس به فترة زمنية طويلة يفقد فيها المصاب قدرته على التركيز ليقوم بتأجيل الدراسة والعمل وهو ما ينعكس سلبًا على جودة حياته.
الصداع المستمر الذي يمكن الإصابة به يتمثل في هذه الأنواع:
- صدع التوتر: وهو نوع من الصداع الأولي يصاب به نسبة كبيرة جدًا من الأشخاص، ويكون موضع الألم فيه على الجبهة أو خلف الرأس أو الرقبة.
- الصداع النصفي: وهو من أنواع الصداع الأولي أيضًا يتخذ شكل الألم النابض على إحدى جانبي الدماغ ويؤثر على الحالة النفسية والجسدية للمصاب خصوصًا إذا ما أصبح صداع نصفي مستمر.
- الصداع العنقودي: يتميز هذا الصداع بأنه يصيب جهة واحدة في الرأس، والألم فيه لا يستمر فترة طويلة ولكنه يعاود كل فترة ليستمر أسابيع أو شهور على نفس الحال.
أهم أسباب الصداع المستمر
إذا ما كنت تعاني من الصداع المستمر فلا بد من مراقبة أعراضه وما يرافقه من أعراض أخرى مع ضرورة التركيز في هذه الأسباب التي تزيد فرص الإصابة بالصداع المستمر:
الحالة النفسية
الحالة النفسية للفرد وما يعانيه من توتر وقلق وغضب طوال يومه كلها من المحفزات التي ترفع نسب الإصابة بالصداع المستمر خصوصا إذا لم يتم التنبه لهذه الضغوطات بما يجعلها مستمرة، ويستمر معها تشنج العضلات والأعصاب التي تظهر في الصداع وتصلب الرقبة.
جفاف الجسم
قد يهمل البعض أهمية شرب كميات وفيرة من الماء، وهي من أهم أسباب الصداع المستمر، حيث ينخفض ضغط الدم بقلة حصول الجسم على الماء، وهو ما يؤدي إلى نقص وصول الأكسجين إلى خلايا المخ، ليتم ترجمة ذلك في الشعور بالصداع، ولذلك لا بد من شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا، والاهتمام بتناول الخضروات الورقية، ومن أهم الإنذارات التي تدل على ضرورة شرب الماء هو تحول البول إلى اللون الأصفر الغامق، مع الشعور بجفاف الفم، والعطش الشديد.
فقر الدم
فقر الدم هو أولى الأسباب المرضية الأكثر شيوعًا ضمن أسباب الصداع المستمر، لأن قلة إنتاج كرات الدم الحمراء المسؤولة عن توصيل الأكسجين إلى خلايا الجسم ومنها خلايا المخ تؤدي إلى الشعور بالصداع والإرهاق البدني من أقل مجهود، وهو ما يحتاج إلى علاج طبي.
الهرمونات
تلعب التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في إصابة النساء بـ الصداع المتكرر، حيث اختلال مستويات هرمون الأستروجين في فترة الدورة الشهرية، ومرحلة انقطاع الطمث، ومراحل الحمل، وما بعد الولادة، كلها من المراحل التي تتعرض فيها النساء للصداع المستمر الذي يتفاوت فيه الألم بين المتوسط إلى الشديد.
الجيوب الأنفية
من ضمن أنواع الصداع صداع مستقبل بذاته يحمل اسم صداع الجيوب الأنفية، فعندما تلتهب أو يحدث عدوى في الجيوب الأنفية يحدث الصداع المستمر الذي يرافقه بعض الأعراض مثل وجود البلغم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وهو ما يستمر باستمرار الحالة المرضية حتى يتم علاجها الدوائي.
الساعة البيولوجية للجسم
من ضمن أسباب الصداع المستمر أن يحدث خلل في الساعة البيولوجية للجسم، إما بالنوم عدد ساعات طويلة، أو بالاستيقاظ عدد ساعات أطول من المعتاد، وفي كلا الحالتين يحدث الصداع المستمر.
بعض الأدوية
يمكن لتناول بعض الأدوية أن يكون ضمن آثارها الجانبية الشعور بالصداع، ومن أشهر هذه الأدوية المسكنات التي تؤخذ دون استشارة الطبيب فهي قد تسكن الألم الأساسي، ولكنها تصيب الرأس بالصداع.
الإصابة ببعض الأمراض
- من أسباب الصداع المستمر إمكانية الإصابة ببعض الامراض مثل العدوى الفيروسية التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الأذن الوسطى، وهو ما يرافقها الصداع المستمر.
- الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن يكون ضمن أسباب الصداع المستمر مع ارتفاع درجة حرارة الجسم والتهاب الجهاز التنفسي.
- إصابة النساء بـ تسمم الحمل نتيجة ارتفاع ضغط الدم قد يسبب لهن الصداع المستمر.
- الإصابة بأورام في الدماغ حتى لو كانت حميدة، وكذلك أمراض الكبد، والسكري، وأمراض الكلى كلها من المحفزات المرضية للإصابة بالصداع المستمر.
هل الصداع المستمر خطير
إذا لم يتماثل الصداع المستمر للشفاء بتناول الأدوية المسكنة للألم، أو بإزالة السبب الرئيسي له فحينها سيكون صداعًا خطير خصوصًا إذا ما رفقه الآتي:
- الإحساس بالصداع الفجائي وتحوله من ألم محتمل إلى ألم حاد في غضون دقائق.
- إذا كان المصاب يتناول أدوية مميعة للدم، أو أدوية أمراض المناعة.
- الشعور بالتنميل وضعف في الساقين والذراعين مع الصداع المستمر يجعله خطيرا.
- عدم القدرة على التحدث بشكل مفهوم مع ضعف العضلات والشعور بمقدمات الصرع.
- حدوث الصداع المستمر بعد إصابة أو حادث.
- استمرار الصداع وتأثيره سلبًا على النشاطات اليومية.
- الحمى وتصلب الرقبة والغثيان مضاعفات تجعل الصداع المستمر خطير.
- تشوش الرؤية وعدم القدرة على مضغ الطعام مع الصداع المتزامن.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السرطان لدى المصاب بالصداع المستمر.
إذا ما كنت تشعر بالصداع المستمر لفترة طويلة دون استجابته للعلاج مع وجود إحدى هذه الأعراض فلا بد من زيارة الطبيب بشكل عاجل لتشخيص الأسباب ووصف العلاج.
وأخيرًا ينبغي التنويه بأنه إذا شعرت بالصداع أعلى الرأس فأنت بحاجة إلى شرب الماء وتناول الغذاء الصحي، أما شعورك بالصداع عند الجبهة يدل على حاجتك للنوم، بينما الصداع خلف الرأس يدل على حاجة الجسم للراحة.