الرواية والريف.. محمد جلال يجسد صراع الفلاحين ضد الإقطاع في القضبان
تناولت العديد من الروايات الريف المصري، واستطاعت أن تصور عالم الفلاح وتنقله إلينا بحرفية عالية، وما يعانيه من فقر وافتقاد العدالة الاجتماعية، كما رصدت الروايات ملامح المكان الذي يعيش فيه الفالح، وعلاقاته بالآخرين.
من بين هذه الروايات رواية القضبان للكاتب محمد جلال، الصادرة عام 1965 ويدور الصراع في الرواية بين أحمد باشا أغا الإقطاعي الذي يملك القرية التي لم يحدد لها الكاتب اسما، ويعاونه رمضان الذي اندس بين الفلاحين ليكون عين الباشا عليهم ويأتيه بأخبارهم، ويروج الشائعات التي تخدم الباشا.
وفي المقابل نجد جموع الفلاحين الفقراء والعمال والطلبة، وكذلك شخصيات أخرى مثل الشيخ جاد الله رجل الدين، ومنير أفندي المأمور ورجل الشرطة الوطني، والحاجة خديجة صاحبة المقهى وينتهي الصراع بمقتل أحمد أغا باشا على يد الشيخ جاد الله الباشا.
كما ينتهي العمل نهاية مفتوحة، حيث تشهد النهاية الخفير تحسين يحاول قطع القضبان، التي يسير عليها قطار الإنجليز وتتردد شائعة فحواها إن الإنجليز قرروا منع القطار من المرور على قريتهم وهو مؤشر على نجاح المناضلين من أبناء القرية، وتنتهي الرواية نهاية سعيدة ويتزوج عبد السلام أفندي من خديجة صاحبة المقهى.
ويذهب الدكتور حمدي حسين في كتابه الرؤية السياسية في الرواية الواقعية، إلى أن محمد جلال في رواية القضبان تأثر كثيرًا بعبد الرحمن الشرقاوي في رواية الأرض، فنموذج الإقطاعي المستبد في القضبان لمحمد جلال يقابله شخصية محمود بك في الأرض عند الشرقاوي والشيخ جاد الله يناظر الشيخ الشناوي عند الشرقاوي مع فارق أن فقيه القرية عند الشرقاوي كان في صف السلطة بينما الشيخ جاد الله كان مع الفلاحين.
الكاتب حمدي حسين
الكاتب محمد جلال صحفي وروائي، من مواليد شهر نوفمبر عام 1929م، بحي كفر النحال، بالزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية، حصل على ليسانس الحقوق عام 1953م اشتغل فترة بالمحاماة بعد تخرجه في كلية الحقوق ثم تركها ليعمل محررا صحفيا في مجلة التحرير، ثم انتقل إلى مجلة الإذاعة والتليفزيون، وصار رئيسًا لتحريرها، من أعماله الروائية المبكرة: حارة الطيب، الرصيف، القضبان، الكهف، الوهم،عطفة خوخة، أيام المنيرة، وفرط الرمان.